Wednesday 11th August,200411640العددالاربعاء 25 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

مركاز مركاز
رابطة الأدباء
حسين علي حسين *

منذ سنوات طويلة وهناك حلم بأن يكون للأدباء والكتَّاب في بلادنا رابطة أو جمعية أو هيئة، لنسمها أي اسم، المهم أن يكون هدفها إشعار الآخرين بأن في هذه البلاد أهل فكر وأدب. وهذا للأسف لن يكون دون وجود فعلي للأدباء والكتَّاب في كافة المنتديات الثقافية التي يشهدها العالم. وجود هذه الرابطة سوف يخلصنا من أسماء اعتادت على حضور الفعاليات الثقافية لكونها صاحبة منصب أو جاه، أو أنها من أهل الثقة أو الحظوة. أما الحيثية الثقافية أو الفكرية أو الأدبية لهذه الأسماء فنحن نعرفها، والذين يذهبون إليهم يعرفونها. إن الأصوات الأدبية والفكرية في بلادنا لا تجد مظلة تتحرك تحتها، ولا تجد قبلُ مَن يدعوها لمناسبة أو مهرجان من تلك التي تعقد هنا وهناك، فهذه الدعوات للأسف يحتكرها - كما قلنا- أسماء معروفة، وبعض هذه الأسماء (شنطهم) جاهزة للرحيل من دولة إلى دولة، ولو سألتهم: بماذا أتيتم؟ لن تكون الإجابة أكثر من أنهم أكلوا وشربوا ونعموا بأجواء الرئاسة أو الهواء الطلق في تلك البلدان!!
لقد سعى محمد الشقحاء وعلي العمير وإبراهيم الناصر وغيرهم لإنشاء رابطة للأدباء في المملكة، وخاطبوا في ذلك العديد من الجهات من أبرزها وزارة الثقافة والإعلام ومجلس الشورى والرئاسة العامة لرعاية الشباب. ولم يكن الطلب مستحيلاً في ظل النظام الجديد للمطبوعات، الذي جعل المجال واسعاً لإنشاء العديد من الجمعيات أو الهيئات، ما أخرج إلى النور جمعية للناشرين وهيئة للصحفيين، ولم يبقَ إلا الأدباء، هؤلاء المساكين الذين سوف يغرقون حالما تتم الموافقة على إنشاء رابطة تخصهم، لسبب بسيط هو أن الجمعيات لا تأخذ معونة، والأدباء ليسوا قادرين على دعمها مادياً، ومع ذلك فقد كانوا متفائلين، بل آمالهم كانت عريضة في أن يستطيعوا إنجاح هذه الرابطة عبر الاشتراكات ودعم محبي الأدب والثقافة من رجال المال والأعمال. وسوف تقرر هذه الرابطة إصدار مجلة أدبية متخصصة، والدعوة إلى ندوات في القصة والشعر والرواية والمسرحية. وقبل ذلك وبعده تحقق لهم الالتقاء بشكل نظامي مع كافة الجمعيات الأدبية، بما في ذلك مخاطبة المكتبات العالمية ومعاهد الاستشراق وحضور الندوات والمهرجانات العربية والعالمية، وبدلاً من أن توجه الدعوات للأشخاص باعتبارهم يمثلون أنفسهم توجه لهم باعتبارهم أعضاء في كيان ثقافي.
لقد عُرف الأدب في دول مثلنا أو قريبة منا؛ مثل: اليمن والإمارات والكويت والسودان والجزائر، لأن هناك كياناً قطرياً ينتسبون إليه هو جمعية الأدباء، وكياناً عربياً هو اتحاد الأدباء والكتَّاب العرب. أما نحن فما زلنا حتى الآن ندعي تحت أربع أو خمس مظلات.. وزارة الثقافة والإعلام، الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وزارة التعليم العالي، وزارة التربية والتعليم.. كان الله في عون محمد الشقحاء الذي وضع هماً واحداً له، هو أن يكون في بلادنا جمعية تُعنى بالأدب والأدباء، وكان الله في عوننا نحن محبيه ونحن نتنقل بين المنازل والمقاهي والفنادق لمناقشة أمورنا الثقافية، وكان الله في عوننا أولاً وأخيراً ونحن نرى بعض ساقطي القيد الثقافي يمثلوننا أو يمثلون أنفسهم في المنتديات العربية والعالمية.
لقد التفتم للصحفيين والناشرين والاقتصاديين والأطباء والمهندسين، ولم يبق إلا هؤلاء الفقراء المشاكسون الذين يريدون تنمية رأس مالهم من العلم والمعرفة، لعرضه على العوالم الثقافية، لعلهم يكتسبون شرعية لوجودهم بدلاً من توزيع أمرهم على عدة جهات اعتادت حين تأتي المناسبات على اختيار مَن تراه أهلاً لتمثيلها، حتى وإن كان الأدباء لا يعترفون به. الرابطة سوف تكون المصفاة والقناة التي لن يعبر من خلاها إلا ذوو الأصوات الأصيلة، بغض النظر عن وظائفهم أو شهاداتهم أو أرصدتهم من المال والعقار.
إن ملف إنشاء هذه الرابطة موجود لدى وزارة الثقافة والإعلام، وهي بيت المثقفين والأدباء سابقاً ولاحقاً، وأملنا كبير في أن يُفتح الملف ويؤشر عليه بالموافقة؛ خدمةً للأدب والأدباء في بلادنا، وتكريماً لصوتهم داخلياً وخارجياً، وصوناً للأدب الذي يقتحمه أحياناً مَن لا صفة له، فيلمع نفسه خارجياً وداخلياً على حساب سمعة الأدب والأدباء في المملكة.
إن الروابط أو الجمعيات أو الهيئات الأدبية في العالم كله وضعت لتدل ولتخدم الأصوات الأصيلة وفق العديد من الأطر التي يعرفها جيداً مَن يسن الأنظمة ويشتغل في هذا المجال!

فاكس 014533173


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved