الاسم قيمته في إعلانه وروعته في الاعتزاز به، ولكن بعض إخواننا - هداهم الله - في مجتمعنا، ما زالوا يعتبرون ذكر اسم المرأة سواء كانت أماً أو أختاً أو زوجة أو بنتاً, ما زالوا يعتبرونه - للأسف - (فضيحة)، هذا على ذمة استطلاع ميداني نشرته إحدى صحفنا المحلية، وقرأت سطوره بألم، وأمل، (ألم) لأنه يفتح نافذة على بعض المساحات الموجعة في خارطة (الذات). وقرأته بأمل، لأن هذا الاستطلاع قامت به صحفية سعودية نشأة وثقافة, فتفاعلت مع القضية التي كنت أعتقد أنها تلاشت وأصبحت ضمن (أحافير) الماضي، ولكنني وجدتها فرصة لوقفة مع الذات، ومحاولة فرز الأوراق المتراكمة. وأقول بصراحة: المسألة لا تحتاج إلى دليل أو إقناع، فديننا أنصف المرأة في أصوله الثابتة ولا تحتاج القضية - أيضاً - إلى إقناع، لأننا جميعاً نتعامل مع الأنثى من صرخة (الميلاد) إلى شهقة (الموت) مروراً بالطقس الحياتي المخضب بالأنثى عطراً وتعاملاً وعشقاً.
والحل في نظري لهذه المشكلة، هو (الوعي) القائم على تحويل (القناعة) إلى (سلوك). فمتى ما أصبحنا (قدوة) لأبنائنا وبناتنا في تعاملنا مع الأنثى في بيئتنا، وعندما يرى الأبناء والدهم يعتز بأمهم علناً وليس في السر فقط، وعندما يسمع أولئك الأطفال كلمات الحب والود في الجلسات العائلية، ويلمسون (تقدير) أمهم، يبدأ من (قمة) الأسرة الأب، فصدقوني، لن يولد طفل - بعد اليوم - يخجل من الإجابة على السؤال الاستفزازي التقليدي في بعض مناطقنا (وش اسم أمك؟) سواء في الفصل الدراسي أو في الشارع أو في أي بقعة من العالم..
وأخيراً الأمر ليس مجرد ذكر الاسم، بل إنه إعلان عن موقف أصيل تجاه إنسانة، ربتنا صغاراً، وعطفت علينا شباباً وعاشرتنا أزواجاً، وبعد ذلك أو قبله درسنا على يديها (أبجديات) العشق زوجة وأم أطفال.. أليس كذلك؟
|