إن الذين زاروا مدينة القدس هذه السنة وزاروها قبل عام 1967 وهو عام العدوان الصهيوني الغاشم يرون ويدهشون لما يتم عمله وتنفيذه من تغيير لمعالم المدينة المقدسة.
حتى أصبحت تختلف عما كانت عليه منذ سنوات أربع مضت، كما أن العمران الذي أقامته لا يدل ويوحي أن لدى المغتصب نية الانسحاب وهذه واضحة في تصريحات المسؤولين الصهيونيين الذين يصرون على التمسك بالمدينة المقدسة، فهل المسؤولون في العالم وهيئة الأمم يجهلون ما قامت به إسرائيل في القدس والأراضي المحتلة الأخرى أن عيونهم لا تبصر، فهل اتخاذ قرارات اللوم والتنديد تكفي؟
إن المحتل الغاصب لا تهمه كل القرارات والتنديدات وإنما لا سبيل لذلك وليس من طريق أمام العرب والمسلمين إلا أن يسلكوا طريق صلاح الدين حين حارب الصليبيين، أما الشكاوى والتباكي على المقدسات فلا تجدي إنما قوة السلاح هي المنطق المجدي وتصديقاً لقوله تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} وعدونا اللئيم تسنده قوى غادرة كبيرة متجبرة متجاهلة ضاربة. حقوق العرب لا يهمها سوى دعم المغتصب وما للمسلمين إلا أن يدعموا ويتكاتفوا حول دعوة الفيصل القائد حين دعا للجهاد المقدس لاستعادة المقدسات. الذي لا طريق يوصلنا إلى الصواب سواه، والركون والجمود وبقاء الوضع كما هو عليه حالياً إنما هو مصلحة العدو وليس مصلحة للعرب، وإنما هو خدعة واستغلال للوقت لمصلحة المغتصب وجميع ما نسمعه من مشاريع ومقترحات كحل جزئي إنما هو تضليل وخداع وإضاعة وقت ويصبح الوضع أمراً واقعاً كما حدث بعد عام 1948 كما أن العدو الغادر يترقب الفرص ليضرب كما هي عادته في عام 1967هـ.
|