في مثل هذا اليوم من عام 1977 تم إلقاء القبض على ديفيد بيركوتز موظف البريد السريع الذي روّع مدينة نيويورك لأكثر من عام وقتل ستة شابات وأصاب سبعة آخرين بمسدس من عيار 44، ولأن بيركوتز استهدف بصفة عامة النساء الصغيرات ذوات الشعر البني الطويل فقد لجأت المئات من الشابات إلى قص شعورهن وصبغها بلون آخر في الفترة التي نشر فيها الرعب في المدينة.
وفضلت الآلاف منهن التزام منازلهن خلال الليل وادعى بيركوتز بعد إلقاء القبض عليه أن شياطين وكلباً أسود من نوع ليبريدور مملوكاً لأحد الجيران قد أجبروه على ارتكاب أعمال القتل تلك. وديفيد بيركوتز هو ابن بالتبني لوالدين من برونكس. وقد فُجع في وفاة والدته بالتبني متأثرة بمرض السرطان في عام 1967م. وأصبح منذ ذلك الحين يميل أكثر فأكثر إلى العزلة. والتحق في عام 1971 بالجيش وخدم فيه ثلاثة أعوام وتميز بالمهارة في الرماية.
وفي عام 1974 عاد بيركوتز إلى نيويورك وعمل كحارس أمن ثم بدأت حالته العقلية في التدهور بشكل خطير من عام 1975 (تم تشخيص حالته على أنه يعاني من جنون الاضطهاد). ولشعوره بالعزلة عن العالم من حوله أصبح بيركوتز من المغرمين بإشعال الحرائق وقام بإشعال مئات الحرائق في مدينة نيويورك دون أن يتم القبض عليه. وبدأ يخيل إليه أنه يسمع أصوات (شياطين وعفاريت) وأنها تؤرقه وتحدثه بارتكاب أعمال القتل.
وفي عام 1975 رضخ بيركوتز لإرادة هذه الأصوات الداخلية فهجم بسكين على الفتاة ميشيل فورمان البالغة من العمر 15 عاماً وأصابها بجراح خطيرة.
وفي يناير من عام 1976 انتقل بيركوتز إلى منزل تقطنه عائلتان في ضاحية يونكرز.
وأصبح بيركوتز مقتنعاً بأن الشياطين تقتل الشابات الجذابات. وتعرض أحد كلاب الجيران لإطلاق النار عليه خلال هذه الفترة ويرجح أن يكون بيركوتز هو الفاعل. وبدأ يرى أيضاً جيرانه على أنهم شياطين.
وفي أبريل من نفس العام انتقل بيركوتز إلى منزل مكون من شقة واحدة في يونكرز، ولكن منزله الجديد كان يوجد به أيضاً كلاب. فقد كان لدى جاره الموظف المتقاعد سام كار كلب أسود من نوع ليبريور يسمى هارفي. وتخيل بيركوتز أن الكلب يدفعه إلى القتل. ورأى جاره سام كار أيضاً في صورة شيطان هائل، وكان يشير إليه عندما أطلق على نفسه فيما بعد لقب (ابن سام).
|