في مثل هذا اليوم من عام 1964 نجحت الأمم المتحدة في التوصل إلى وقف إطلاق نار آخر في قبرص مما نزع فتيل الأزمة بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك وأدى إلى الحد من مخاطر الصراع على نحو مستمر في السنوات الأخيرة على نحو لم يسبق له مثيل.
وقد أعلنت حكومة قبرص اليونانية أن الطائرات التركية قد أسقطت ما زنته340 كجم من القنابل والنابالم على مواقعها الحصينة في شمال غرب قبرص. وقال متحدث باسم الحكومة القبرصية اليونانية إن المنطقة بأكملها قد اشتعلت فيها النيران وأنه لا يمكن إحصاء عدد المصابين ولكن لا بد أنهم بالمئات. وأضاف أن هناك قرى كاملة أبيدت عن آخرها. وقام الأسقف مكاريوس، الرئيس القبرصي اليوناني للجزيرة بتوجيه إنذار إلى تركيا حيث هددها بالهجوم على كل القرى القبرصية التركية في الجزيرة إذا لم تتوقف الغارات الجوية على الفور.
وقد أدت الغارات أيضاً إلى قلق الحكومة اليونانية في أثينا والتي ظلت طويلاً خارج الصراع. وقد وصف رئيس الوزراء اليوناني، أندرياس باباندريو، الغارات بأنها (وحشية) وقال (بأن ذلك عمل عدواني لا يمكن لليونان التسامح فيه).
وفي وقت لاحق، قامت سبع مقاتلات يونانية بالتحليق فوق جنوب قبرص والعاصمة نيقوسيا، كنوع من استعراض القوة. وقد كانت هذه الغارات رداً على القتال الضاري الذي اندلع في الأيام الثلاثة الأخيرة -هول قرية كوكينا القبرصية التركية. وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن القبارصة الأتراك قد فقدوا كل القرى في المناطق المحيطة بقرية كوكينا واستولى عليها القبارصة اليونانيون.
وقد أرسلت الأمم المتحدة 7000 جندي إلى قبرص من أجل الحافظ على السلام بين الجانبين وذلك في شهر مارس بعد أن تم نقض الهدنة التي تم الاتفاق عليها في شهر فبراير. وأدى قرار الحكومة التركية بانخراط في النزاع إلى إثارة قلق العالم. وقد أصدر مجلس الأمن قراراً أنجلو أمريكي يطالب بوقف فوري إطلاق النار ويعتقد أن هذا القرار بالإضافة إلى الضغوط الدبلوماسية القوية قد أدت إلى التوصل إلى هذه الهدنة.
|