في مثل هذا اليوم من عام 1989 عين الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب الجنرال كولين باول رئيساً لهيئة أركان الجيش الأمريكي والذي سيكون أول رجل أسود يتولى هذه المهمة، ويعتبر باول أحد ألمع الضباط في الجيش الأمريكي وهو رجل واقعي ومحلل ممتاز ومطلع على ملفات السياسة الخارجية.
عمله في البيت الأبيض أرسى شهرته ففرانك كارلوتشي الذي عين رئيساً لجهاز الأمن القومي عام 1987 استدعى باول حين كان قائداً للفيلق الخامس في الجيش الأمريكي في ألمانيا وأراده مساعداً له. ووافق على مضض بعد استدعاء شخصي من الرئيس السابق رونالد ريجان. وفي هذه الوظيفة يشارك الجنرال باول بنشاط في إعادة تنظيم المجلس الذي يعاني حالة تشتت بعد فضيحة ايرانغيت التي تورط فيها اثنان من رؤسائه روبيرت ماكفارلين وجون بويندكستر وحين استدعى كارلوتشي ليحل مكان كاسبار واينبرغر في وزارة الدفاع عام 1988م فإن مساعده يحل مكانه بشكل طبيعي.
وغادر باول البيت الأبيض لدى وصول الرئيس بوش إليه، لكن أحداً لا يشك في انه سيعود إلى أوساط الحكم يوماً ما. وعرف خلال العامين اللذين قضاهما في واشنطن كيف يحصل على إعجاب الجميع وداخل الإدارة والكونغرس حيث سيصدق مجلس الشيوخ بلا ريب على تعيينه.
ولد كولين باول في الخامس من نيسان - أبريل عام 1937 في هارلم وكان أهله هاجروا من جامايكا (وطنه الأصلي) قبل 25 عاماً.
وعلى عكس غالبية أسلافه فإنه لم يتخرج من أحد أهم المعاهد العسكرية الأمريكية ونظرا إلى وضعه الاجتماعي والشروط الخاصة للدخول إلى وست بوينت كان من الصعب عليه في تلك الحقبة الدخول إلى ذلك المعهد وهو المركز الرئيسي لإعداد ضباط الجيش البري. وبعد دراسته الثانوية التحق كولين باول بجامعة نيويورك حيث تابع محاضرات حول الإعداد العسكري سمحت له بتعيينه ملازما عام 1958 وفي عام 1972 الحق بالبيت الأبيض وهو منصب يعتبر نوعاً من المنحة تسمح لكادرات متوسطة بأن تتآلف مع الإدارة.
وهنا استرعى انتباه واينبرغر وكارلوتشي للمرة الأولى وكان الأول مديراً والثاني مديراً مساعداً في مكتب الموازنة الأمر الذي شكل منعطفا في حياته المهنية ومن عام 1977 حتى عام 1983 وهو يعمل في البنتاغون.
عرف كولين باول ببرودة أعصابه وقوته في العمل. وهذا لم يمنعه من أن يكون مرحاً. واعتبر ضابط أركان وخدم مرتين في فيتنام حيث جرح مرتين.
|