في مثل هذا اليوم من عام 1920 تم توقيع معاهدة صلح بين تركيا والحلفاء، وعرفت هذه المعاهدة باسم المدينة الفرنسية التي عقدت فيها (سيفر)، وتقضي بتخلي تركيا عن ثمانية أعشار مساحة أراضيها فتصبح مساحتها الفعلية 600 ألف كم2 بعد ما كانت 3 ملايين كم2 إضافة إلى وضع المضائق تحت الإشراف الدولي.
كما شهد ذلك اليوم توقيع سلسلة من المعاهدات المتعلقة بمناطق النفوذ في بلدان حوض المتوسط، وقد تقاسمت كل من فرنسا وبريطانيا وإيطاليا بلاد الأناضول، فبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى, ونتيجة انحلال الدولة العثمانية المريضة, بسبب اندحارها في الحرب, أقدمت الدول المنتصرة على تقسيم أراضيها فيما بينها.
وقد وقع الحلفاء معاهدة الصلح مع الدولة العثمانية في ضاحية سيفر بباريس، ونصت على أن تكون سوريا وفلسطين وبلاد ما وراء النهرين دولا مستقلة، تتولى الوصاية عليها القوات المنتدبة من عصبة الأمم، كذلك تتخلى الدولة العثمانية عن سلطاتها الإقليمية في شمال أفريقيا، وأن تتخلى عن تراقيا الشرقية لليونان، على أن تكون أزمير والإقليم الأيوني تحت حكم اليونانيين لمدة خمس سنوات.
واعترفت المعاهدة باستقلال أرمينيا، وضُم إليها جزء كبير من شرق تركيا، ومنحت حرية الملاحة في كل المياه التي حول الدولة العثمانية لسفن جميع الدول، ونصت المعاهدة أيضا على تقليص حجم القوات المسلحة التركية، وأصبح الاقتصاد العثماني محكوما من قِبل لجنة الحلفاء.
وهكذا لم تبق هذه المعاهدة للدولة العثمانية إلا مساحة قليلة جدا من الأرض في أوروبا، كما اعترفت بالاستقلال الذاتي لكردستان التي منحت حق الاستقلال بعد سنة إذا ما أبدى الأكراد رغبتهم في ذلك، وطُلب من العثمانيين أن يقدموا تنازلات كبيرة لمن تبقى في داخل الدولة من غير المسلمين.
وأذيعت نصوص المعاهدة بأسلوب دعائي مهيج للشعب التركي الذي ثار على الخليفة، وثار ضد الحكومة، وانقلب الرأي العام التركي ضدهما لدرجة أن الحملة التي أرسلها الخليفة لقتال مصطفى كمال أصبحت ضمن قواته، وأصبح يفكر في الهجوم على استنبول.
|