قبل فترة طالعتنا الصحف ومن بينها الجزيرة بخبر سار أعقب زيارة ولي العهد لتفقد الفقراء في الأحياء القدمة بالرياض، هذا الخبر أعاد البسمة إلى شفاه المحتاجين وسر الخيرين إنه خبر إيجاد صندوق لرعاية الفقراء، واختارت الدولة -سددها الله- معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور علي النملة - وفقه الله- ليكون المسؤول عن هذا الصندوق وساهم عدد من أهل الخير والعطاء في دعم هذا الصندوق وقد طال انتظارنا لرؤية نشاطات هذا الصندوق وتقديم شيء لهذه الفئة الفقيرة المحتاجة، فأحببت أن أهمس في أذن الوزير هذه الكلمات.
أولاً: معالي الوزير الدكتور علي النملة، لقد كان اختيار الدولة لكم للإشراف على هذا الصندوق اختياراً موفقاً وحكيماً ونحسبكم والله حسيبكم أهلاً لذلك فاستعن بالله وعجل بالخطط المرسومة للنهوض بهذا الصندوق ومع علمنا بمسؤولياتكم الكبيرة والكثيرة إلا أننا نأمل منكم وضع هذا الموضوع ضمن أولوياتكم، فهناك أسر كثيرة بانتظاركم.
ثانياً: معالي الوزير، لقد قرأت لكم تصريحاً سابقاً قلتم فيه إن صندوق الفقر ليس جمعية بر جديدة ورأيت اللوحات الكبيرة في بعض الشوارع والتي تقول: نساعدهم ليساعدوا أنفسهم.. وكأنني فهمت من ذلك أن الصندوق لن يكون للإنفاق المباشر بل سيجعل منه مؤسسات مهنية وإدارات ليساعد الفقير نفسه.. وبحق إنها خطوة جميلة ولعلها تقضي على الفقر من جذوره، ولكن يا معالي الوزير لا بد أن نتذكر أن هناك أسراً معدمة لا يسمح لها الوقت بالانتظار حتى يتأهل ولي الأمر أو احد الأبناء للعمل أو ليقوم بأعماله بنفسه ويكسب منها.. صحيح أن إعطاء الفقير مقطوعاً كل شهر قد يصعب أو قد تكون طريقة غير مثالية ولا مجدية، لكن أيضا لا يعني ذلك أن أتركهم وأدخل عليهم ماكينة خياطة وأقول لهم اعملوا لتكسبوا أو ابقوا على فقركم وحاجاتكم، وكم سترد هذه الأداة عليهم شهرياً؟ ومن هم زبائنهم؟ وهل سيطالبون بتصريح عمل ورخصة تجارية وغير ذلك؟.
معالي الوزير: هذه الأسطر لا يمكن أن أسرد فيها بعض القصص التي تدمي القلب لأنني أعلم أن ما لديكم أكثر وأعظم مما سأقوله لكم، إنه وفي الغالب ألا يخلوا يوم إلا وتسمع أو تواجه مأساة عائلة فقيرة، هذا من يكشف أمره وفقره ومن يتعفف مثل ذلك أو أكثر.
معالي الوزير، ماذا عسى الجمعيات الخيرية والمبرات أن تفعل أمام هذا العدد من المحتاجين وهي تقوم على دعم خيري.
ثالثاً: لقد كتبت قبل فترة عن هذا الصندوق وبعض المقترحات من أجل تفعيله، فهل هناك لجنة إعلامية ومسؤولو علاقات عامة من ضمن لجنة الصندوق تتابع مثل ذلك؟.. إن ما كتبت عن الصندوق من الإخوة سواء في جريدتنا (الجزيرة) أو غيرها لا يخلو من رأي أو فكرة أو اقتراح أو ملاحظة، فهل نحن جادون في بدء مشروع يكون نموذجاً لعلاج الفقر في بلاد العالم كله، فنحن أولى بهذه المشاريع وهذه البرامج، وكل مؤهلات النجاح والتفوق بأيديكم يا معالي الوزير بالاستعانة بالله تعالى وتضافر الجهود.. فمنذ أسابيع بل أشهر لم نسمع أخباراً عن صندوق ولي العهد لعلاج الفقر.
رابعاً: معالي الوزير، لماذا نسي أكثر الناس قصة هذا الصندوق أين التواصل مع المواطنين؟.. أين الإعلام؟.. أهو فقط لوحة في الطريق أم لقطة في التلفاز؟.. لماذا لا تتواصل البرامج عن علاج هذا الموضوع؟.
معالي الوزير كلنا يغار على هذا الصندوق ويأمل أن ترى برامجه النور ليرى إخوة لنا نور الحياة بعد ظلمة الفقر.
خامساً: هناك جهات كثيرة تستطيع أن تساهم في فتح الصندوق وبداية برامجه الفعالة للقضاء أو الحد من الدابة الخفية التي تأكل من حياة كثير من الأسر فأين البنوك من الدعم؟.. أين المستشفيات الأهلية والمدارس الأهلية والمصانع والشركات؟.. لا نريد دعوة ونداء لهم فأظن هذا الأمر قد فات أوانه، نحن اليوم بحاجة إلى إلزام كما نلزمهم لرسوم البلدية ونحوها.
سادساً: هل هناك مقارنة بين واقع الفقراء لدينا ومع ما تشهده بلادنا من تطور!! فمتى سيفتح الصندوق يا معالي الوزير؟.
متعب بن محمد الرشود
الرياض
|