وجيزان اختصار الموت
اكتمال الحزن..
وتعب البوصلة..
جيزان البحر والسهل والصعب والجبل
جيزان ترمُّلُ عائلتين في واد
وصراع غيمتين على شهد
وشهد طفلة بالكاد تناغي أمها بحليب الصباح
تنظر للسماء فتلمع بروق عينيها
قطرة أخرى يارب لترتوي شهد..
وثانية لوضوء الجبين
وثالثة لفتح حفرة في الطين
تغفو مبللة بماء السماء حنَّاؤها طينها
فستان عرسها مجد الشهادة.
لم تمت شهد بل ذهبت تصلي
امها تشهق غير قادرة على ترديد اسمها..
وتنفتح في جيزان كل معادلات الموت
جفافاً تعاني وماء تعاني
والموعد واحد.. من كل عام..
جيزان تؤمِّن لنا الموت السنوي
وبدون تذاكر..
يصرخ الجمع.. ويغرقهم الماء
ينقسم أهل جيزان على أنفسهم..
ونحن نتقاسم التعازي
قيل: إن المؤشر يذهب شمالاً
والجنوب في ذيل البوصلة
وجيزان خارج الدائرة
وداخل القبر
وحده الشجر يحمي النساء من فم السيل
يتعمشقن الجذوع فتحبل الأشجار بالتين..
موسم آخر ويختلط طعم الثمر بمرارة الفاجعة
فما الذي فعلته قصعة العسل المدلاة في أقصى جنوب القلب..
ما الذي فعلته جيزان لتبكي وتغرق بنيها بالدمع وما الذي فعلناه.
من أجلك..
فمن (المتصدع) إلى (الضنك)..
ومن المطر إلى الفقر..
شاهدنا محزنة فقط..!
منصور عثمان |