* أبها - تغطية: عبدالله الهاجري:
كانت الخمس ساعات التي قضاها الجميع متابعاً لحفلة أبها الغنائية الثانية سواء من الحاضرين في المفتاحة أو المتابعين خلف الشاشة كفيلة جداً لأن تكون هذه الليلة من أروع ليالي أبها الغنائية على مدى جميع حفلاتها السابقة.. كان كل شيء جميلاً جداً في المفتاحة ولم يكن هناك ما يعكر جوها وروعتها إلا الفرقة الموسيقية وهندسة الصوت.
وبهذا النجاح الذي حصلت عليه الحفلة الثانية مع مرتبة الشرف وبكل أمانة صحفية لن نستطيع أن ننسب نجاح الحفلة لأي من الفنانين الأربعة المشاركين فيها وستحتار وأنت تقيّم هؤلاء الفنانين وفي إعطائهم درجة في الامتياز.
باختصار لم تكن هناك ليلة أروع من هذه الليلة الغنائية، فحضور النجوم الشباب يؤكد تماماً أن الفن الخليجي لا يزال معافى، رغم أن بعض الفنانين لم يشاركوا إلا للمرة الأولى.
فارس مهدي سنة أولى
في تمام العاشرة مساء أعلن الزميل حسن الطالعي عن بداية الحفلة الغنائية الثانية مع فنان شاب استطاع أن يكوّن له قاعدة فنية لا بأس بها حيث أعلن عن مشاركة الفنان الشاب فارس مهدي الذي بادل الجماهير التحية وشكرهم على الحضور وغنى في وصلته أربع أغانٍ كانت كفيلة نوعاً ما في إبراز هذا الفنان ودليلاً قوياً على ما يتمتع به من حسٍ فني.
وقد بدأ في وصلته بغناء (دمج الأرواح) التي تفاعل معها الجمهور بشكل رائع ليعقبها بأغنيته التي كانت سبباً كبيراً في شهرته الفنية (ظالم) والتي ظل الجمهور يرددها معه ليقدم بها أغنية جديدة لأول مرة يغنيها، وكان لمسرح المفتاحة السبق لذلك بعنوان (فمان الله) ويقول مطلعها: فمان الله من قلبي نويت أودعك وأروح.. عسى درب الهنا فالك..
وكانت بالفعل أغنية تستحق الإشادة ويُتوقع لها مستقبل ووجود أكثر ليختم وصلته بأغنية (سولف حبيبي) ليغادر بعدها وصلته بعد أن ثبت نجاحه ومتابعته جماهيرياً، وكان من المفترض أن يغني فارس مهدي أغنيتين وطنيتين ولكن لظروف الحفل اكتفى بالأربع أغانٍ الماضية.
راشد الفارس (ويش سويت)
ليعود الطالعي مجدداً ليعلن للجميع عن قدوم نجم شاب استطاع في فترة وجيزة أن يحقق ما عجز عنه الآخرون وقد اكتسب جماهيرية لا يستهان بها ليظهر راشد الفارس بكل شموخ وكبرياء معلناً عن شكره للجميع ومؤكداً سعادته بلقاء جمهور المفتاحة مجدداً والذي ظل هذا الجمهور يهتف باسمه في جو وشعور كبيرين، هذا الفنان قد وصل لمبتغاه، الجماهير كانت متألقة مع راشد وظلت تردد جميع أغانيه فيما كان راشد وبحركة ذكية منه يطلب مشاركة الجماهير والذي تفاجأ بأنهم حافظون جيدون لجميع أغانيه، بدأ راشد وصلته بأغنيته الشهيرة (شموخ) ثم أغنية (قالوا سافر) وأعقبها (بمردودة) والتي شارك فيها الجمهور غناءها ليعيد راشد الجماهير إلى الأعمال الكلاسيكية والعاطفية ويدخل بالجمهور في أجوائها حيث تغنى بأغنية (المدينة) وهي من كلمات المبدع علي عسيري وألحان ناصر الصالح ليخرج الفارس بهم مجدداً إلى الأعمال الأكثر طلباً.
(هوا نسى) ليقدم بعدها أغنية جديدة بعنوان (عاشق بنية) من كلمات سعد الخريجي وألحان صالح الشهري وليقدم بعدها (يفز قلبي) لينهي وصلته بالأغنية الثانية وهي أغنية وطنية بعنوان (أهل السعودية).. وفي لوحة جميلة شارك الجمهور الفارس في هذه الأغنية التي تثبت حب الوطن.
الجسمي: نجاح واحتفاء
لن تمر مشاركة الفنان الإماراتي حسين الجسمي في أبها دون أن تذكر بروعة الفنان وروعة الجماهير وروعة المكان، ثلاث روعات اجتمعت في وقت واحد فكان النجاح موجوداً.. احتفلت جماهير المفتاحة بقدوم الجسمي فكان حسين هو الأكثر احتفالاً قدم لأبها رغم مرضه وتجاوز نصائح الأطباء ليؤكد دائماً أنه فنان نادر في أخلاقه وتعامله وفنه. وكانت هذه الليلة هي ليلة الجسمي بجمهوره يغني الجسمي فيتوقف ليتفاجأ بأن الجمهور لا يزال يواصل أغانيه، أعجب بذلك كثيراً فظل يتوقف (قاصداً) ليتفاجأ مراراً بأن الجمهور يردد أغانيه، لم تسعه الفرحة وهو يرى ذلك..
أغاني حسين الجسمي أشعلت المفتاحة ومن فيها وتنوع في تقديم أغانيه المشهورة من بين عاطفية وكلاسيكية وكان لطلبات الجمهور دور في أن يغني عدداً من تلك الأغاني، والجميل والرائع في هذه الوصلة بأنه غنى (قاصد) و(الراعي والذيب) مرتين راضخاً للجمهور وطلباتهم..
غنى حسين الجسمي أولاً (قاصد) ثم (عالي مستواه) و(قيدوني) وأغنية و(لا تسوى) وهي أغنية عاطفية جداً وأغنية (الراعي والذيب) ليعود مجدداً ويغني (قاصد) وأغنية (الشاكي) ثم خيم على المسرح السكوت حين غنى (بودعك) ليدخل في موال جديد أطال فيه ولكن بروعة ليغني أغنية فنان العرب محمد عبده (لا لا تضايقونه) ليختم وصلته بأغنية من نوع وداع أغنية (أنا اليوم بسافر).. ليرحل من المفتاحة وسط مطالبات الجماهير ببقائه وقتاً أكثر.
بلخير.. وصل..
في أي محفل يوجد فيها اسم فنان الإمارات عبدالله بلخير فتوقع مباشرة نجاح هذه الحفلة وتأكد أنك ستحضر حفلة غنائية وسهرة كوميدية.. ولعل ما يميز بلخير أنه خفيف الظل يستطيع أن يخرج الضحك من الجميع بسهولة.. بساطة هذا الفنان هي التي أحببت جمهوره بأغانيه (الطربية) أيضاً سبباً في وجوده.. إذا حضرت مع بلخير (العصا) فتأكد أن جميع من في المسرح سيقف وسيرقص.
في الساعة 1.15 صباحاً أعلن مقدم الحفل حسن الطالعي عن قدوم الفنان الإماراتي عبدالله بلخير ليضج المسرح ومن فيه ترحيباً واحتفاءً به الذي بادلهم بلخير الحب التحية والوفاء.
وأكد بلخير أن مشاركته هذه لم تأتِ لاتساع الوقت أو بحثا عن شيء ولكن ما حضرت إلا بعدما جربت المفتاحة خلال الأعوام الثلاثة الماضية لأؤكد أن جمهور أبها جمهور راقٍ ومؤدب.. غنى عبدالله بلخير عشر أغانٍ جميعها كانت (راقصة) للجمهور الذي لم يستطع أن يقاوم نفسه رغم التحذيرات والوعود متجاوزين تلك التعليمات في إسعاد أنفسهم حتى غنى بلخير أغنية (من غلاها) أعقبها بموال جميل جداً ثم أغنية (ياعلاية) مدخلاً فيها بعض المفردات المصرية ليعقبها بعد ذلك بأغنية كانت ذات كلمات أجنبية وعربية وبالأجنبي كذلك رقص بلخير على المسرح وكانت عنوان الأغنية (غالي) ليطلب بلخير من الجماهير الراغبة في الرقص أن تخادع المنظمين ورجال الأمن إذا ما أرادوا الرقص ليغني بعدها (ما ألوم الشوق) ثم أغنية (زنجبار) ليعود بعدها للمواويل وأغنية (ياليلي) ليقدم بها أغنية (يا للاه ياليل) ويغني (هيلاة) التي سبقها بموال ليعود لطلبات الجماهير ليغني لهم (ليلاه) ليختم لهم وللمفتاحة بأغنيته الشهيرة (ولي لي) في تمام الثالثة صباحاً لتخرج بعدها الجماهير الكبيرة راضية تماماً عن هذه الحفلة التي كانت بالفعل من أجمل ليالي أبها الغنائية.
|