في مثل هذا اليوم من عام 1889 ولد الكاتب والأديب المصري إبراهيم عبد القادر المازني. تخرج في مدرسة المعلمين العليا عام 1909، ثم عمل مدرسا لمدة عشر سنوات إلى أن عين محررا بجريدة الأخبار ، ثم محررا بجريدة (السياسة الأسبوعية)، ثم رئيسا لتحرير جريدة (السياسة اليومية)، ثم رئيسا لجريدة (الاتحاد)، كما انتخب وكيلا لمجلس نقابة الصحفيين عام 1941 بدأ حياته الأدبية شاعرا، ثم انتقل بعد ذلك إلى كتابة الرواية والقصة القصيرة والتراجم. أصدر ديوانه الشعري بجزئيه الأول والثاني، ودراسة أدبية عن الشعر عام 1913 له مجموعة من الروايات من أهمها: إبراهيم الثاني - وعدد من الكتب من بينها: (حصاد الهشيم - قبض الريح - صندوق الدنيا - خيوط العنكبوت - وغيرها) وقام بدور مؤثر مع عباس العقاد وأحمد شكري في إنشاء مجموعة (الديوان) المدرسة الشعرية الجديدة التي هاجمت الشعر الكلاسيكي ووضعت أساسا للقصيدة الحديثة باعتبارها بناء واحدا متماسكا. وله أيضا كتابات أخرى لم تجمع منها قصائد شعرية بالعشرات موزعة على المجلات الأدبية القديمة ، وهو واحد من جيل وقد وصفه العقاد قائلا: إنني لم أعرف فيما عرفت من ترجمات للنظم والنثر أدبيا واحدا يفوق المازني في الترجمة من لغة إلى لغة شعرا ونثرا. وكان المازني أحد أعمدة مدرسة الديوان إلى جانب عباس محمود العقاد وعبد الرحمن شكري. إن الأساس الذي تصدر عنه مدرسة الديوان تأكيد دعامتين جوهريتين، وهما الفردية والحرية وليس الحديث عن هذين البعدين جديدا على التفكير الرومانسي، في الحضارتين الغربية والعربية، فلقد آمنت الرومانسية بأهمية الفرد، وجعلته حجر الزاوية في تفكيرها، لأن الدعوة إلى الفردية تعني تمردا على حركة الجماعة التي يعلي من شأنها التفكير الإحيائي، ولقد انحاز كل تفكير إلى طبقة معينة، ففي الوقت الذي انحاز فيه التفكير الإحيائي إلى الطبقة الإقطاعية بقيمها ومثلها وآدابها، انحاز الرومانسيون إلى الطبقة البرجوازية بدعوتها إلى الحرية الفردية، ونزوعها إلى الاقتصاد التنافسي، وتأكيدها أن الحقيقة تكمن في عوالم الإنسان الداخلية.
|