قرأت صفحة (روابط اجتماعية) بمجلة الجزيرة التي تصدر كل ثلاثاء حيث جاء في يوم الثلاثاء 10-6 - 1425هـ ص 14 اعداد نجلاء فهد حول المرأة المعلقة لا متزوجة ولا مطلقة.. حيث طرحت موضوعاً غاية في الأهمية.. يؤرق العديد من العوائل والأسر.. ويزعج المجتمعات.. هذه المرأة التي ظلمها الزوج ولم يرحمها النظام ولا الجهات المعنية.. فلا يوجد في الضمان الاجتماعي طريق للمساهمة في حل قضية هذه المرأة. ان المطلقة اخف ألماً.. واقل مأزقاً من المعلقة. فالمطلقة تقف معها الجهات المعنية وتمنح مساعدات من الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية وفاعلي الخير.
اما المعلقة فحدث ولا حرج.. نظرات المجتمع وظلم الزوج الذي لا رحمة فيه ولا شفقة.. لقد ضاع عمرها في السراب.. وتقطعت همومها على صخرة صماء.. فقد تزايدت حتى اصبحت ظاهرة يتحتم دراستها وعلاجها.
ومعرفة الظروف والاسباب الحقيقية التي تقف وراءها والتي امتدت الى الأبناء بكثير من الانحرافات النفسية والسلوكية نتيجة غياب الاستقرار المادي والنفسي والاجتماعي ثم كيف تلبي النساء المعلقات متطلبات الحياة لهن ولابنائهن؟ وما الدور الذي تقوم به مؤسسات المجتمع ازاء معاناتهن؟ حكايات مأسوية نقلتها الأخت نجلاء فهد في استطلاعها الذي اصبح حديث الساعة وشد انتباه الكثيرين من المهتمين والمتخصصين ونحن بصدد طرح رأي المسؤولين حيال قضيتهن ومدى التفاعل معها.
وماذا يتوقعون من (موضي) التي هجرها زوجها وتركها وحيدة من دون عائل؟! وكيف صبرت على عناد الزوج وتحطيمه لها ولمستقبلها؟! أين حقوق المرأة؟ وأين حقوق الإنسان؟ ولماذا يترك الحبل على الغارب للازواج يعملون ويفعلون ما بدا لهم وهم غير قادرين على العدل والمساواة.. لماذا لا يحصل تدخل جهات معنية.. او وضع ادارة او قسم تهتم في هذا الجانب.. فليس كل معلقة او مطلقة تريد اللجوء إلى المحاكم.. فنساؤنا في مجتمعات محافظة.. تحرص على الستر والوقار.. ولا يرغبن اظهار الحسن وحديث المجالس.. ان القارئ يتألم من حكاية (سعاد ناصر) التي رحل زوجها وتزوج بأخرى ولم يسأل عنها ولا عن عياله بل تركهم إلى الضياع، فالأهل لن يتحملوا استمرار الوضع والانفاق رغم عدم تضمرهم.. لانهم يعتبرون اولاد الزوج اولاداً لابنتهم.
ثم لو كان التعليق لامرأة ليس لها اهل أين تذهب وأين تعيش؟! ان الطلاق في نظرها اهون عليها من التعليق لأن الطلاق يمنح المطلقة حقوقاً خلاف المعلقة التي يتصور المجتمع انها في ذمة زوج وأن لها الحق في المطالبة بالنفقة والمبيت؟ فمن أين لها المطالبة؟ أين اصحاب الضمائر الحية؟ وأين الوازع الديني؟ إن الدين المعاملة (اقوال وافعال) وحسن معاملة وعشرة بالمعروف أوتسريح باحسان. فهل ما مر على الأخت (نوال) يسكت عليه؟ يذهب زوجها من غير عودة او حتى مبالاة وكانت تحلم بزوج وعيال وأسرة زوجية سعيدة وتفاجأ بالتعليق المر فمن يحمي نساءنا من وحوش الرجال؟!.
لقد سردت قصتها عبر الجزيرة.. انني معلقة بين السماء والأرض فلا أنا متزوجة ولا انا مطلقة.. حياتي كلها اصبحت بلا معنى ولا هدف!! انتظر من زوجي ان يفكر لحظة في مستقبلي.. فهو يستطيع أن يطلقني ويستطيع أن يسترجعني ويعطيني حقوقي.. لكن العناد.. ولعل الزوجة الثانية أو الثالثة سبب في ذلك!!
انني عبر الجزيرة اناشد وسائل الإعلام بمختلف انواعها واناشد مكاتب الدعوة والارشاد واناشد خطباء الجمع أن يتناولوا هذا الموضوع ويسهموا في الحد منه، فالغالبية من المعلقات لا يرغبن دوامة المحاكم واللجوء اليها والبعض الآخر لا يجد من يحامي عنهم أو يطالب بحقوقهن. ويبقى ظلم المجتمع ديدنهن. ثم على وزارة الشؤون الاجتماعية منحهن مساعدات وحقوق وتبعات، وليصدر نظام ينظم منحهن فرصة كغيرهن من المطلقات فان اغلبهن مثلهن او شبيه بهن.
حمد بن عبدالله بن خنين
المأذون الشرعي لعقود الأنكحة |