تعليقاً على ما ينشر في الجزيرة من مواضيع عن التدخين أقول: قبل اسابيع احتفلنا باليوم العالمي لمكافحة التدخين. وكان أقوى ما في هذا الاحتفال هو تصريح وزير الصحة لبعض وسائل الإعلام بأن وزارة الصحة قد فشلت في الحد من التدخين الذي ينتشر بضراوة. وانني اشكر معالي الوزير على صدقه مع نفسه ومع مجتمعه. ولا شك ان هذا الاعتراف يعني بداية التصحيح لعمل جاد مثمر بإذن الله لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. ولعلنا نقف سوياً هذه الوقفات:
أولاً: لقد ذكرت في مقال سابق بعض الاحصائيات والأرقام المهولة لأعداد المدخنين بل أعداد الوفيات من هذا الداء الخطير ولا زالت وسائل الإعلام تذكر وتذكر ولكن لا حياة لمن تنادي.
لقد اسمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو ناراً نفخت بها اضاءت
ولكنك تنفخ في رماد |
يا شباب افيقوا إن هذا الداء ينهش في أجسادكم في قلوبكم يأكل من الرئة ويبغيها سوداء مربادا.يقول الداعية التائب اخصائي علاج الإدمان بمستشفى الأمل بالدمام يوسف الصالح، يقول في رسالة من صديق له يدعى ابو محمد: أخبرت ان صديقي ابو محمد ادخل المستشفى وان الأطباء قد يئسوا من حالته فزرته ودخلت غرفة فيها سريران وفتحت الستارة عن كل سرير فلم أر صاحبي ذي الثمانية والثلاثين عاماً فرجعت الى الممرضة وقلت لها لم أجد صاحبي، فقالت هو في الغرفة التي خرجت منها في السرير رقم....... فذهبت وفتحت الستارة مرة أخرى وبقيت أتأمل في وجهه فإذا به صاحبي ابو محمد: كيف حالك قال لي :صرت يائساً يا يوسف كلها 45 يوماً وأفارق الحياة، الأطباء قالوا كذا انا عندي سرطان بالرئة وانتشر الى ان وصل الغدة اللمفاوية.
ثانياً: معالي الوزير إن علاج هذا الأمر لا يأتي فقط بالتوعية بل لابد من تجفيف منابع هذا الشر وتقليل فرص الحصول عليه حفظاً لشباب الأمة وأداء الأمانة التي سوف نسأل عنها، فأين وزارة الصحة عن الدعايات في المجلات الوافدة الى بلادنا وهي تروج للتدخين ونتكفي بعبارة تحذير صحي أي عقل سيقبل هذا التناقض؟! ان معاليكم يدرك أكثر منا خطورة التدخين وما يسببه من امراض ويقود من شرور ويفتح من أبواب لحياة مظلمة، فهل نكون جادين في العلاج والوقاية؟.
أين استخدام تعاميم المنع الصادرة لمنع التدخين في المرافق الحكومية والمطارات ألا يمكن تطبيق هذا التعميم حفظاً لأرواح غير المدخنين من الاطفال والنساء وغيرهم؟! نمنع التدخين في هذه الأماكن ليس للحد من التدخين فقط او للسلامة من الحرائق بل لحفظ أرواح غير المدخنين!!
ثالثاً: عيادات مكافحة التدخين التابعة لوزارة الصحة ما هو واقعها كم ميزانيتها، من يدعمها، من يقف معها، أين دعاياتها، أين حضورها وتواجدها؟ كل هذه اسئلة لمعالي وزير الصحة - سلمه الله- لعلنا نرى اجابة عملية شافية كافية.
والعيادات الخيرية الأخرى تنتظر من معاليكم الدعم والتأييد معنوياً ومادياً فكلنا حماة لهذه الأمة من كل سوء ومكروه.
رابعاً: نشكر من كل أعماقنا ما قامت به مجموعة العثيم من إنشاء عيادة خيرية لمكافحة التدخين بحي السويدي ونأمل ان تحذو الشركات الكبيرة حذوها لنحد من انتشار هذا الوباء الخطير. والشكر موصول لأصحاب الأسواق الكبيرة والتي لم تنخدع بالريالات المحرمة في سبيل التضحية بصحة شباب المسلمين. شكراً لأسواق السدحان والعثيم ومراكز التموين في محطات الجميح والتي امتنعت بكل فخر وعزة عن بيع الدخان.
خامساً: وزارة التربية والتعليم عليها مسؤولية عظيمة في سبيل التوعية بأضرار التدخين والحد منه عبر البرامج المدرسية الخاصة او البرامج العامة وانني بالمناسبة اتذكر مشروعاً طرحه عضو مكافحة التدخين بالرياض الاستاذ عبدالرحمن بن عبدالعزيز المحرج وقدمه لوزارة التربية والتعليم وهو عبارة عن برنامج متكامل في مدن المملكة يقوم به الاستاذ بالمحاضرة والإقناع بالتخلص منه مع وجود الامكانات والأجهزة وزيادة المدارس الثانوية لكل مدينة. ومع ان الاستاذ لم يطلب من الوزارة دعماً مالياً ولم يطلب سوى الموافقة والترتيب فلم يجد هذا المشروع اهتماماً لربما لانشغال الوزارة والوزير الدكتور محمد آل رشيد -حفظه الله- الذي اطلع بنفسه على المشروع وأثنى عليه وايده فنأمل ان يرى النور ليرى شبابنا النور ويتخلصوا من هذا الداء الخطير ويحذروا منه.
سادساً: قد يكون التدخين ابتلاء لكن ماذا نسمي من يدخن أمام والديه أو أمام زوجته او أمام ابنائه؟! بل رأيت من يحمل ابنه بيد والسيجارة باليد الأخرى ماذا نسمي من يرمي الدخان في طريق الناس؟!.
متعب بن محمد الرشود /الرياض |