وسط التيارات الهدامة والحرب الضروس على ينابيع الخير من قبل اعداء الملة يخشى بعض أهل هذه الينابيع من نقد البعض نقداً هادفاً بناءً يهدف للاصلاح بحجة الخوف من تصيّد الأعداء للأخطاء ثم تقو حججهم عليهم فإلى هؤلاء وأمثالهم أهدي هذه الكلمات:
شكراً لكم على كل ما تبذلونه من أجل الدفاع عن دينكم وأمتكم وأحيي فيكم شهامتكم وأنفسكم الأبية وحرصكم على شموخ غايتكم.
ليس العيب أن تخطئ ولكن العيب تكرار الخطأ وعدم الاستفادة منه ولا يخجل من الخطأ إلا من عرقلتهم كلاليب اليأس عن المسير إلى النجاح فالأخطاء رسل النجاح فمجرد علمك بأن هذا العمل خطأ أو ان هذه الطريقة في التربية خطأ ليس الحل بأن تخجل ولكن أبحث عن الطريق الصحيح للصواب وان كلفك ذلك الاعتراف بالخطأ فهو شيمة الرجال وعادة التوابين ولايخفى عليك (كل بني آدم خطاؤون وخير الخطائين التوابون).
العنجهية والتخلف في استمرارك بالخطأ وعدم سماع أو تنفيذ النصائح التي تسدى إليك فدع الكبر تتحلى بالتواضع فأنت ممن وُجه لهم خطاب {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (21) سورة الأحزاب. ومن أشد من رسول الله ومعلمنا الخير صلى الله عليه وسلم تواضعا واحتراما لآراء الغير؟ وليكن شعارك (رحم الله امرأً أهدى إليّ عيوبي).
لا تتردد في الاستشارة فهي من سمات الناجحين وديدن الصالحين فبكثرتها تقل الأخطاء ولا تنس إنك من المعنيين في قوله: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}.
الحاقد والحاسد أو من اشتعلت بنفسه نيران الغيرة هم الذين يسعون لتصيد الأخطاء سقطت بهم هممهم إلى الحضيض وسعت بهم رغباتهم إلى الدنى فاشتغلوا في عيوب الناس والشهرة ضالتهم المنشودة يسعون إلى النجاح على أكتاف غيرهم بتصيد أخطائهم وبثها إلى الناس ولا يريدونك تتميز عنهم بل تكون أردأ منهم فلا تهتم بما يقولون ولا يضرك كلامهم وتيقن مقولة (لا يضر السحاب نبح الكلاب) فلا تترك يا أخي الحبيب عملا تتقنه في مجال الخير إلا وتعمله وتشارك فيه وتدعمه بالأفكار ولا تبخل بالارادة ولا تقل أخاف أخطئ فالخطأ من خطوات النجاح وخطاؤ دليل نجاحك فاعمل لغدك وانفع أمتك ووطنك لكيلا تكن عالة على مجتمعك ولتحقق رضا ربك بإذن الله تعالى.
|