لا أعتقد أن دولة في العالم يمكن مقارنتها بالناحية الأمنية في المملكة العربية السعودية، ومثال ذلك الحج ومواسم العمرة حيث يفد إليها الآلاف من المسلمين من شتى أنحاء المعمورة ومن ثقافات متعددة ولكنها بفضل الله استطاعت أن ترسم خططا أمنية متلاحقة لمعالجة أي سلبيات أو تجاوزات قد تحدث في هذه المواسم، ويتم ذلك من خلال المنهج العلمي؛ من خلال مركز أبحاث الحج في جامعة أم القرى والمراكز البحثية الأخرى في وزارة الداخلية ووزارة الحج، وهذا يؤكد أن المقارنة الأمنية تكاد تكون مستحيلة حيث إن المملكة أمام امتحان دائم في المعالجة الأمنية التي يحس بها حجاج بيت الله الحرام والمعتمرون طوال العام.
وبالرغم من التحديات التي واجهتها خلال العقدين المنصرمين وما تواجهه الآن إلا أنها استطاعت أن تعطي رسالة للأمة بأن الأمن في أيد أمينة وأن التعامل مع وسائل تحقيقه يتم من خلال كتاب الله وسنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - حيث إن توظيف الثوابت في مثل هذه الأمور يجعل التفاعل مع الحالة الأمنية موجودا من الجميع ودون استثناء.
ونحمد الله أننا لمسنا ذلك في الانجازات التي تحققت أخيراً على الصعيد الأمني والتي قطعت الطريق على المشككين في وحدتنا الوطنية وخصوصية المملكة العربية السعودية التي لا يفهمها بشكل جيد سوى القيادة والشعب السعودي، ولعل ما يطرح في وسائل الإعلام من قبل بعض الذين يتجاهلون هذه الخصوصية يؤكد أن كل توقعاتهم على عكس ما يطرحون، وتقابل هذه الممارسات من قبل الشعب السعودي بكل سخرية؛ لأنه معتز بدينه ومن ثم بقيادته الحكيمة التي جعلته يدرك حقيقة المنهج الذي تسير عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الموحد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، والمتمثل في التضحيات التي قدمتها لهذا الشعب وما تقدمه للأمتين العربية والإسلامية لتحقيق الوحدة بين المسلمين.
فلهذا نقول لكل المنظرين المغرضين: وفروا على أنفسكم طروحاتكم وأفكاركم التي لن تنال القبول من هذا الشعب؛ لأنه ملتف حول قيادته ومؤمن كل الإيمان بقول الله سبحانه وتعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} والتي يقطف ثمارها الآن.
|