عرفنا بلاد الشام، أعني الجمهورية العربية السورية، بلداً مفتوحاً لكل العرب، حتى إنهم كتبوا على بوابة (الجديّدة) بخط ضخم - أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة - والمواطن العربي يذهب إلى هناك بأسرته أو مفرداً، يدخل سورية بدون تأشيرة، ولا يسأل عما معه من نقود، ويقيم هناك ما شاء الله أن يقيم لا يحتاج إلى إقامة ولا أي إجراء، بل إن العربي الذي معه أولاد في مراحل التعليم يلتحقون بالمدارس الحكومية بلا تعسير ولا مشاكل ولا رسوم، ورأيت مستوى التعليم عندهم متميزاً، لا سيما الدروس العربية، فهم أقوياء فيها ومستوى التعليم راق.!
* والسائح العربي وغير العربي، يوم كان يقام كل عام في الصيف معرض دمشق الدولي، يسوح في البلاد بلا قيود ولا سدود، ويعيش حيث شاء، ثم يسافر بعد أن يقيم ما شاء ويتملك إلخ.. وعلمت بالأمس أن غير السوري له أن يقيم ثلاثة أشهر بلا أي إجراء وإذا رغب في المزيد في الإقامة فيعطى ذلك، وفي حالة رغبته شراء سكن هناك إجراءات لابد منها، وليس هذا موضوع حديثي.!
* سورية يقصدها المصطافون بالألوف من مختلف دول الخليج وربما من غيرهم، يستأجرون مساكن، وينفقون لمأكلهم وتنقلاتهم مدة إجازاتهم، وهذا دعم اقتصادي، يعود على البلاد بالخير الوفير، ويشتري السياح الملابس القطنية وغيرها والحلويات وخيرات الله، ثم يعودون إلى بلادهم مبتهجين، وقد قضوا إجازة ماتعة في بلد عربي، ولاقوا ترحيباً واستقبالاً كريماً ومعاملة حسنة، وعند مغادرتهم ذلك البلد يلاقون تسهيلات وأحسن معاملة، وأنهم يمنون أنفسهم بعود جديد، لأنهم سعدوا فيه فأحبوه.
* غير أن هناك ظاهرة جديدة في مطار دمشق الدولي، فعند مغادرة السائح العربي وقد قضى شهراً وشهرين وربما أكثر، أنفق هو وأهله المزيد مما جمعوا من المال، ليستمتعوا وأبناؤهم بإجازة حافلة بالطيبات ويبقى صداها الجميل في نفوسهم بعد عودتهم.. لكنهم أصبحوا اليوم يلاقون (تمحكات) موظفي الجمارك ومن إليهم في المطار، عبر أسئلة لا محل لها من الإعراب:
1 - كم (معك مصاري)؟
2 - (شوها المخللات والمقدوس اللي معك)؟
* إلى غير ذلك من هذه التوافه.. وهو يعلمون أن السائح جاء بماله، سواء كان بالعملة المحلية او الأجنبية وصرف وأنفق، ومن المؤكد أنه لن يعود بشيء من العملة المحلية لأنها لا تفيده في شيء.! إنني أرجو من واقع احترامي لبلادنا العربية والحفاظ على سمعتها، معالجة أساليب تلك التمحكات السيئة، لأنها تسيء إلى البلد المزار، وتغضب السائح والزائر، وكلاهما ينفق على نفسه بسخاء.. وأقترح فرض ضريبة بسيطة على كل زائر لا تزيد على خمسة دولارات، يعود هذا الدخل على أولئك الموظفين، وكذلك الذين في الحدود البرية، ويحذروا من التشدد والتمحك مع الزائر والسائح، وان يراقب أولئك الموظفون في تصرفاتهم وتعاملهم مع ضيف البلاد، القادم ليقضي أياماً جميلة، ويعود بذكريات أجمل... في عصر انفتاح البلد الجميل، لأن التعامل الجميل رقي وحضارة ووعي أمة بل أمم.!
|