* بغداد- النجف - الوكالات:
وصل رئيس الوزراء العراقي أياد علاوي يرافقه عدد من الوزراء أمس الأحد في زيارة لم يعلن عنها مسبقاً إلى مدينة النجف التي تشهد قتالاً عنيفاً بين القوات العراقية والأمريكية من جهة وأنصار مقتدى الصدر، ويرافق علاوي وزير الداخلية فلاح النقيب ووزير الدفاع حازم شعلان ومستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي.
وقال علاوي للصحافيين: (نحن جئنا لتفقد المدينة والحديث مع المحافظ (عدنان الذرفي) الذي وقف وقفة مشرفة مع الحرس الوطني والشرطة).
وأوضح أن (هناك بعض العناصر الخارجين عن القانون نعتقد أن على هذه العناصر مغادرة الأماكن المقدسة والصحن الحيدري وإلقاء سلاحهم والالتزام بالقانون). وفي إجابة على سؤال حول ما سيحدث ان لم توافق الميليشيات على الخروج، قال علاوي: (إنهم سيخرجون إن شاء الله).
ومن جانبه قال محافظ النجف عدنان الذرفي موجهاً كلامه لرئيس الوزراء علاوي: (لا مجال للمفاوضات سيادة رئيس الوزراء، إنهم يخرقون الهدنة باستمرار ففي كل يوم هناك اعتداء على مركز للشرطة العراقية أو قتل أو جرح شرطي عراقي).
وأوضح (أنهم ليسوا مقاومة وليسوا وطنيين).
وبدأت القوات المتعددة الجنسيات بقيادة أمريكية والقوات العراقية قبل ثلاثة أيام هجوماً واسعاً ضد ميليشيات جيش المهدي في عدد من المدن العراقية ولا سيما في النجف.
ولا يزال الوضع متوتراً في النجف حيث يتحصن مقاتلو جيش المهدي في وسط المدينة مستعدين للقتال.
وعلى صعيد متصل ذكرت وزارة الصحة العراقية أمس الاحد أن حصيلة ضحايا المواجهات التي وقعت في المدن ذات الكثافة الشيعية في العراق وخلال الـ24 ساعة الماضية بلغت 55 قتيلاً و316 جريحاً.
وقال سعد العاملي مدير مكتب وزير الصحة: (إن هذه الحصيلة مسجلة لدى الوزارة للساعات الـ24 الماضية وتشمل محافظات بغداد والنجف والناصرية وسامراء وميسان).
وأوضح أن هذه الحصيلة تتوزع بواقع 22 قتيلاً و116 جريحاً في بغداد و21 قتيلاً و128 جريحاً في النجف و8 قتلى و18 جريحاً في الناصرية وقتيلين ومثلهم جرحى في سامراء وقتيل واحد وجريحين في ميسان. ومن ناحية أخرى قال جنرال أمريكي: إن طائرة هليكوبتر عسكرية قامت أمس (بهبوط احترازي) قرب حي شيعي مضطرب في العاصمة العراقية بغداد. وأضاف الميجر جنرال بيتر تشيريلي قائد كتيبة الخيالة الأولى للصحفيين (هبطت طائرة هليكوبتر من طراز دلتا أو. اتش. 58 هبوطاً احترازياً.. الطياران سالمان).
ومضى يقول: إن الطائرة هبطت شمال غربي ضاحية مدينة الصدر التي تسكنها أغلبية شيعية في بغداد التي شهدت اشتباكات بين القوات الأمريكية وميليشيا موالية للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر.
وتراجعت أمس حدة المعارك العنيفة التي شهدتها المناطق الشيعية في أنحاء العراق على مدى الأيام الماضية.
وأفاد شهود عيان بوقوع اشتباكات متقطعة وإطلاق لقذائف هاون.
وفي غضون ذلك أعلن مكتب المرجع الديني آية الله بشير النجفي أمس أن أربعة صواريخ سقطت على منزل المرجع الديني ولم تسفر عن وقوع أية إصابات.
وأبلغ مكتب المرجع الديني بشير النجفي -الذي يعد الشخصية الثانية بعد آية الله علي السيستاني بالنسبة للمرجعية الشيعية- (ان منزل المرجع الديني الذي يقع في مكان قريب من ضريح الإمام علي وسط المدينة تعرض إلى قصف بالصواريخ).
وأضاف (أن المنزل تعرض لأضرار لكن أحداً من أفراده لم يصب بأذى). يأتي ذلك في الوقت الذي عاد فيه الهدوء إلى ضاحية الصدر في بغداد حيث فتحت المتاجر أبوابها وعادت حركة المرور إلى طبيعتها بينما أمكن مشاهدة عناصر مسلحة من جيش المهدي في كثير من الأماكن. وطبقاً لمصادر وزارة الصحة العراقية قتل 35 عراقياً وأصيب 180 في الاشتباكات التي وقعت في ضاحية الصدر خلال الأيام الماضية.
وفي مدينة كربلاء انطلقت أمس الأحد مظاهرة شيعية شارك فيها نحو 600 شخص من أهالي المدينة وممثلي الأحزاب الشيعية الكبرى للمطالبة بإقالة وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب ومحافظ النجف عدنان الذرفي والتنديد بالعمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الأمريكية وقوات الأمن والشرطة العراقية في مدينة النجف.
وانطلقت المسيرة من مكان قريب من ضريح الإمام الحسين باتجاه مبنى المحافظة وفي مقدمتها عدد كبير من قياديي الأحزاب الشيعية.
وغلب على المسيرة طابع الصمت ورفع المشاركون لافتات كتب عليها (نطالب بإقالة وزير الداخلية ومحافظ النجف) و(الحرس الوطني عملاء لأمريكا) و(على القوات الأمريكية الكف عن قتل أهالي النجف) و(لا للاحتلال الغاشم).
| 
"دوليات"