(مدح الذات) مصطلح قام على أنقاض مقولة رائعة تجلت بمعاني الارتقاء بالنفس والعقل هي (إنكار الذات)، فالمصطلح الجديد صيغة من صيغ التحول المادي في حياة بعض أفراد مجتمعنا، وهؤلاء الأفراد هم خليط بين جاهل لا يفقه أو صاحب كلمة أو مقولة أو رأي قد يؤثر.
(مدح الذات) عادة صاغتها صرعات المادة، ولونتها عبثيات الاستهلاك، وأمثلة هذه الظاهرة كثيرة أبرزها تدبيج القصائد العصماء والمدائح العريضة والقصص الطويلة في مناسبات الأعراس ليافع أو يافعة لا يملكون مما يقال شروى نقير، فهم في واد، والبطولات والخيول في واد آخر، لتمتد هذه الظاهرة ومن خلال هذه الممارسات المسائية في القصور والاستراحات إلى معقل الكلمة وفنائها العالي ليرى القارئ، وبأم عينيه عناوين تهيل على هذا أو ذاك ألقاباً رنانة، بل وفي أحاديث مصطنعة قد يهيل بعض الأدعياء على أنفسهم أوصاف التميز والفرادة..(أهم من فلان)، و(أقوى من علان) وبأنه - وفي ادعاء مضلل- صاحب المشروع (العظيم)، وعلى هذا النحو ُتكال النعوت، وترصف الأوصاف غير المنطقية.
فحالة (مدح الذات والتطبيل لها) صرعة ستنتهي- بإذن الله- لكن قد تأخذ معها بعض الثوابت والجماليات التي تزين بعض الأحاديث.. فقد علمنا (الكبار) من أمثال فهد العريفي، وعبدالعزيز مشري - رحمهما الله- وعبدالله جفري، وحمد القاضي وإضمامة رائعة من الرجال الأنقياء كيف نحفظ الجميل، وننكر الذات ونرد الفضل لأهله، فهل نتقن هذا الدرس ونحافظ عليه؟.
|