في مثل هذا اليوم من عام 1995 قام صهر الرئيس صدام حسين وأخوه وآخرون بالفرار إلى الأردن بعد أن أدركوا أن النظام العراقي في طريقه إلى الانهيار.
وقد ولد حسين كامل حسن المجيد في قرية العوجة بتكريت 1956 من عائلة فقيرة تعمل بالزراعة. وأكمل الدراسة الابتدائية ولم يكمل المتوسطة لفشله. وفي عام 1977 اتجه حسين كامل إلى مبنى جهاز المخابرات العراقية وطلب مقابلة نائب رئيس المخابرات آنذاك برزان التكريتي لغرض التعيين في جهاز المخابرات وقد رفض برزان مقابلته. طلب برزان من موظف الاستعلامات أن يأخذ بياناته بغرض تعيينه سائقاً في جهاز المخابرات. وبعد توسط العائلة وافق برزان على تعيينه موظفاً في جهاز المخابرات وقام برزان بتوجيه حسين بضرورة تثقيف نفسه. وفي عام 1979 بعد تولي صدام حسين منصب رئيس الجمهورية عين حسين كامل مرافقاً لصدام ومنح رتبة ملازم وبدا في التقرب من صدام حسين. وفي عام 1983 تزوج من بنت صدام حسين (رغد) وبدأ نجمه في الصعود وخاصة بعد استقالة برزان من المخابرات. وقد شغل الكثير من المناصب المهمة والحساسة مثل مدير جهاز الأمن الخاص, والمشرف العام على قوات الحرس الجمهوري, والمشرف العام على التصنيع العسكري.
كانت العلاقة بين حسين كامل صهر صدام حسين وبرزان التكريتي رئيس المخابرات علاقة مبنية على الحقد الدفين غير المعلن. ففي عام 1983 وبعد زواج حسين كامل من بنت صدام حسين ظهرت الخلافات العائلية وبلغت ذروتها. وقد كان هناك استياء شعبي ورسمي من حسين كامل بسبب تصرفاته المقيتة من قسوة وظلم واستيلاء على ممتلكات الغير. وكان السبب الرئيسي في هروب حسين كامل هو عدي صدام حسين حيث بدا الشعور ينتاب عدي بأن حسين كامل أصبح أقرب منه إلى أبيه صدام حسين بالإضافة إلى الخلافات التجارية بينهما ومحاولة كل منهما السيطرة على السوق والسلطة. وكذلك كان حسين كامل يشعر بأن النظام العراقي يحتضر وأنه لم يعد قادراً على البقاء فقرر أن يقفز من السفينة. أقام حسين كامل وعائلته في عمان بالأردن وبدا في الهجوم على النظام في بغداد وأبى استعداده لتغيير النظام.
وجرت اتصالات بين حسين كامل وبغداد حصل بموجبها حسين كامل على ضمانات من صدام حسين بالسماح له بالعودة وضمان حياته شرط إعادة المبالغ التي أخذها معه. وافق الجميع على هذا وقرروا العودة إلى العراق. ولكن بمجرد عودتهم إلى العراق تم قتل حسين كامل وجميع أفراد عائلته.
|