كثيراً ما نقرأ على صفحات جريدتنا العزيزة (الجزيرة)، وخاصة على صفحة (عزيزتي الجزيرة)، بعض الاقتراحات والأفكار التي تعالج بعض المشاكل الاجتماعية، وتطرح الحلول المناسبة لها، وهي جديرة بالاهتمام والمناقشة؛ تمهيداً لاتخاذ المناسب منها لمعالجة بعض الأوضاع القائمة.
ولعل من تلك الأفكار التي طرحت في السابق ولم نجد لها صدًى في أروقة أصحاب القرار هو تغيير دوام الموظفين بما يتناسب مع فصول السنة أسوة بنظام التعليم بالمملكة؛ حيث نعيش في منطقة صحراوية تجمع بين ضدَّين من فصول السنة: صيف شديد الحرارة طويل في أيامه وساعات نهاره، وشتاء شديد البرودة قصير في أيامه وساعات نهاره. ومع ذلك لا نرى أي توجه الى تغيير ساعات دوام الموظفين في فصل الصيف بما يتناسب وظروف هذا الفصل؛ حيث إنه من الملاحظ ان العمل بعد صلاة الظهر لا قيمة له؛ حيث يشعر الموظف بالكسل والخمول ويقل إنتاجه ما لم ينعدم في تلك الفترة، ويخرج الساعة 2.30 ظهراً وهو يلهث لا يستطيع أن يمسك بمقود السيارة من شدة الحرارة، وقد ذهبت عليه فترة القيلولة ولا يجد وقتاً للراحة قبل صلاة العصر بعد تناوله وجبة الغداء. إنها معاناة يعيشها الموظفون في فترة الصيف!!
فلماذا لا يتم تقديم الدوام للاستفادة من اعتدال الجو في الصباح المبكر والخروج بعد صلاة الظهر مباشرة؛ لكي يستطيع الموظف الحصول على وقت كافٍ للراحة. وليس صحيحاً أن ذلك لا يناسب جميع مناطق المملكة؛ حيث إن الفارق الزمني في شروق الشمس بين مناطق المملكة لا يتعدى ثلاثين دقيقة؛ حيث تشرق الشمس بالمتوسط على كافة المناطق الساعة 5.30 صباحاً؛ أي قبل بداية الدوام الرسمي للموظفين بساعتين، وكثيراً هم الذين يطالبون بتعديل الدوام بما يتناسب مع ظروف هذا الفصل وظروف ذهاب وعودة أبنائهم وبناتهم الى المدارس عند عودة الدراسة.
لذلك نرى توزيع استبيان على كافة الموظفين لأخذ الرأي وعدم الاكتفاء بدراسة لجنة من عدة أشخاص قد لا يُعانون ما يعانيه الموظف في فصل الصيف، ونتيجة الاستبيان ستوضح رأي الأغلبية. وبهذا يشعر المواطن بمشاركته في اتخاذ القرار فيما يمس حياته المباشرة، ويساعد في رفع مستوى الإنتاج والخدمة.
فهل من مجيب لهذه الدعوة التي تمس شريحة كبيرة من المواطنين؟! نرجو ذلك.
فيصل محمد الشماسي
القصيم - بريدة |