أمير جازان قطع إجازته الرسمية ليشارك أهالي المنطقة معاناتهم وللوقوف على تقديم المساعدات لهم
الأمير سلطان وجه بتقديم كافة الخدمات والاحتياجات لأهالي القرى المحاصرة في جازان

  * جازان - إبراهيم بكري:
أجرى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام مساء أمس الأول اتصالا هاتفيا بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان اطمأن سموه الكريم خلاله على أوضاع أهالي المنطقة جراء السيول التي حاصرت العديد من قرى المنطقة.
ووجه سمو النائب الثاني بتقديم كافة الخدمات لاحتياجات أهالي القرى المحاصرة من مساعدات وإغاثات عاجلة، وخدمات عامة في شتى المجالات الكهرباء والمياه والطرق وإعادة تأهيليها بأسرع وقت ممكن متمنياً سموه التوفيق والسداد للقائمين على هذه الأعمال، وعلى رأسهم سمو أمير المنطقة.
من جهته أعرب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز باسمه ونيابة عن أهالي المنطقة عن بالغ الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة على ما يولونه من متابعة ودعم دائمين لأبنائهم المواطنين سائلاً الله تعالى ان يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها وولاة أمرها.
من جهة أخرى اجتمع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان مساء أمس الأول بمدير عام الدفاع المدني اللواء سعد بن عبدالله التويجري وأعضاء اللجان العاملة لتقديم المساعدات والخدمات المتضررة من السيول التي شهدتها المنطقة مساء الثلاثاء الماضي.
وفي بداية الاجتماع رحب سموه بمدير عام الدفاع المدني الوفد المرافق له الذي يزور المنطقة حاليا مشيداً سموه بالجهود الطيبة والمشكورة التي قام بها رجال الدفاع المدني ومنسوبو مختلف الإدارات الحكومية ذات العلاقة والمؤسسات الأهلية والأهالي في التعامل مع السيول منذ اللحظة الأولى التي وصلت إليها.
وأكد سموه على أهمية مضاعفة الجهود وبذل المزيد والعمل الجاد والمخلص من قبل الجميع لتحقيق كل ما يخدم أهالي القرى المحاصرة وفق الخطط المعدة لذلك الى جانب ضرورة التعرف على الأسباب التي جعلت المياه تنحرف عن مجراها الطبيعي وتدخل بعض القرى والعمل على وضع خطة واستراتيجية لتفادي حدوث مثل ذلك في السنوات القادمة بمشيئة الله تعالى.
ودعا سمو أمير منطقة جازان الأهالي الى ضرورة البعد عن البناء في مجاري الأودية او على مقربة منها او إقامة العقوم الترابية بارتفاعات تجعلها خطرة على حياة أهالي القرى المجاورة للمزارع مشدداً سموه على الجهات الرقابية ذات العلاقة بمراقبة مثل هذه التعديات والرفع بمن يحدث مثل ذلك حفاظا على حياة المواطنين وحمايتهم.
وأبرز الدور المهم لوسائل الإعلام والمشايخ والدعاة وكافة الفئات القيادية في المجتمع في توعية افراد المجتمع بضرورة التقيد بتعليمات السلامة التي تشترطها الجهات المختصة وتقديم الصالح العام على المنافع الفردية التي قد تؤدي لحدوث الكثير من الأضرار في حالة عدم الاكتراث بها.
واختتم كلمته مؤكداً على ضرورة مراعاة الجهات الحكومية للقيام بواجباتها على الوجه الأكمل ومكافأة المحسن ومحاسبة المسيء لأن الجميع مسؤول عما يحصل للمواطن في هذه المنطقة.
وتم خلال الاجتماع بحث ما تم تقديمه من إعانات ومساعدات لأهالي القرى والجهود التي بذلتها مختلف الجهات خلال الثلاثة أيام الماضية والاوضاع السائدة في القرى المحاصرة والسبل الكفيلة بتلبية احتياجات الأهالي اضافة لبحث السبل الكفيلة بايجاد حلول جذرية لمشكلة دخول السيول للقرى وفق خطط علمية تضمن تقديم الحماية اللازمة لها.
كما تم خلال الاجتماع بحث العديد من الآراء والمقترحات التي تقدم بها الحضور واستمع الجميع الى توجيهات سمو أمير المنطقة حيالها
من جهة أخرى قام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان بجولة تفقدية على القرى المتضررة من السيول التي شهدتها المنطقة مساء الثلاثاء الماضي.
وقد استهل سموه الجولة بزيارة للقرى المتضررة عبر إحدى الطائرات العمودية التابعة للدفاع المدني يرافق سموه مدير عام الدفاع المدني اللواء سعد بن عبدالله التويجري وعدد من المسؤولين بالمنطقة.
وعقب الجولة الجوية عقد سموه مؤتمراً صحفياً بمقر تجمع الفرق العاملة بساحة الاحتفالات التابعة لبلدية محافظة صبيا .. كما أكد أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز على أهمية إعداد دراسات ميدانية وعلمية للمشروعات المنفذة بالمنطقة بما يتفق وطبيعة المنطقة وتضاريسها التي تحتاج لمواصفات خاصة لضمان استمرار تقديم هذه الخدمات أكبر وقت ممكن وبما لا يعرضها لمخاطر السيول.
وأشاد سموه بالنتائج الطيبة التي حققتها اللجان العاملة بالميدان لاحتواء الموقف مما سهل من كافة أعمال الإغاثة والمساعدات والانقاذ واعادة وتأهيل الخدمات الضرورية لأهالي تلك القرى مشيداً بالدور الذي قام به الدفاع المدني والذي يعمل على رأسه في الميدان مدير عام الدفاع المدني اللواء سعد بن عبدالله التويجري وبقية الجهات ذات الاختصاص.
وشدد سموه في تصريحه ل(الجزيرة) على أهمية المراكز الحضرية لخدمة الأهالي وضمان ايصال مختلف الخدمات لسكان المنطقة الذين يعيشون في أكثر من 3850 قرية أغلبها في المنطقة الواقعة بين جبال السراة والبحر الأحمر التي تعد منطقة معرضة للسيول التي تنحدر اليها من جبال السراة.
ودعا سمو أمير جازان المزارعين الى أهمية العمل على تحقيق المصلحة العامة والبعد عن تنفيذ العقوم المرتفعة التي تسهم في تحويل مياه السيول عن مجاريها الطبيعية إلى القرى المجاورة ومن ثم إحداث أضرار بالغة في تلك القرى.
ونوه سموه عبر (الجزيرة) بما تجده المنطقة من دعم ومتابعة واهتمام من قبل ولاة الأمر أيدهم الله مشيراً في هذا الصدد الى الاتصال الهاتفي الذي تلقاه سموه من سمو النائب الثاني مساء أمس والاتصالات اليومية من قبل مقام وزارة الداخلية للاطمئنان على أوضاع الأهالي وخاصة من تعرضت قراهم للسيول.
ووجه سموه في ختام تصريحه لرجال الإعلام الى تحري الصدق والموضوعية والبعد عن الإثارة والمبالغة في نشر الأخبار مذكراً الجميع بالمسؤولية والأمانة التي تقع على عواتقهم في نقل الكلمة الصادقة والعمل على تحقيق كل ما يخدم الصالح العام.
الجدير ذكره أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان قطع إجازته الرسمية وضحى بها من أجل ان يشارك أهالي جازان معاناتهم في لفتة إنسانية تجسد عمق الروابط بين سموه الكريم وأهالي المنطقة.. الأهالي بجازان اعتبروا هذا الموقف الإنساني النبيل من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان وسام عز وشرف لما تمتلكه منطقة جازان بهذه الشخصية القيادية والإخلاص الكبير والتضحية من أجل الوطن.
أمير جازان خلال زيارته التفقدية لم يخف حزنه لفقدان الأرواح ومعاناة الأسر المتضررة والمحاصرة وقت السيول.
ووقف بنفسه على إعاة تأهيل طريق قرية الهدوي التي مازالت محاصرة منذ 5 أيام.. سموه طالب المسؤولين بسرعة تنفيذ الطريق وفك عزلة الأهالي.
الجدير ذكره أيضا بأن سموه لم يكتف بأن تكون زيارته بالطيران العمودي فقط بل أصر ان تكون زيارته برية لكي يلامس المعاناة عن قرب.