* الرياض - أحمد القرني:
رعى صاحب السمو الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن -محافظ محافظة الدرعية- وبحضور معالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع مساء أمس افتتاح مركز العمارية للرعاية الصحية الأولية بمحافظة الدرعية بالرياض، الذي تبرع به الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن طالب، وبحضور معالي الشيخ منصور المالك والشيخ ثنيان الثنيان ووكلي وزارة الصحة للشئون التنفيذية د. منصور الحواسي وللتخطيط والتطوير د. عثمان الربيعة والوكلاء المساعدين والمدراء العامين ومدير عام الشئون الصحية بمنطقة الرياض د. عبدالعزيز الدخيل ووكيل وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد للشئون الادارية والفنية الأستاذ سعود بن عبدالله بن طالب والعديد من المسئولين وأهالي العمارية.
هذا، وقد بدأ برنامج حفل الافتتاح بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، بعدها ألقى الاستاذ سعود بن عبدالله بن طالب كلمة والده المتبرع رحب فيها بالحضور، وبيّن أنه لا يخفى على الجميع ان العنصر البشري، هو الركن الأساسي في أي عملية تنموية او خطة تطويرية، فمنه تنطلق عملية التطوير وبناء المجتمع وتقدم الدول والشعوب، وإليه تعود نتائج ذلك كله.
ومن هنا أولت حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد، وسمو النائب الثاني - حفظهم الله ورعاهم - بناء المواطن كل عناية ورعاية واهتمام، من جميع الجوانب، ومن ذلك العناية بجانب الوقاية والرعاية والخدمات الصحية، لما لها من عظيم التأثير في مسيرة التطور والبناء، فلا يمكن للمسئول ولا للموظف ولا للعامل ولا لربة البيت ولا للتلميذ أن ينتجوا في أعمالهم المختلفة إلا إذا كانوا يتمتعون بصحة جيدة، وقديما قالوا: العقل السليم في الجسم السليم.
ولهذا نجد هذه الدولة المباركة - أعزها الله - قد بذلت الأموال الطائلة، وبذلت الجهود الهائلة لبناء المستشفيات الضخمة، مراكز البحث العلمية المتخصصة في جميع فروع الطب، مما جعل المملكة ولله الحمد تعد في مصاف الدول المتقدمة والرائدة في مجال الطب، ولا أدل على ذلك من تلكم العمليات الجراحية الكبيرة التي تجرى في مختلف مستشفيات المملكة، حتى رأينا كثيرا من دول العالم ترسل رعاياها الى المملكة لاجراء عمليات متقدمة ورائدة.
وكما هو الحال في جميع المجالات الخيرية فإنه لا ينبغي الاعتماد كليا على الدولة، والاكتفاء بما تقدمه، لكن يجب على من أتاهم الله سعة من المال ان يبذلوا بسخاء في بناء المستوصفات والمستشفيات لمعالجة المرضى والمحتاجين، فإن ذلك من الأعمال الجليلة والحسنات الجارية، وذلك من التعاون على البر والتقوى الذي أمر الله تعالى به، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة)، وقال صلى الله عليه وسلم: (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه).
ولنا أسوة حسنة وقدوة جليلة بولاة أمرنا، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني -حفظهم الله ورعاهم- الذين ضربوا أروع الأمثلة في البذل السخي، والعطاء المثمر البنّاء في جميع المجالات الخيرية، خاصة مجال العناية بالمرضى، وبناء المستشفيات والمستوصفات والمراكز الصحية على نفقتهم الخاصة ابتغاء الأجر والمثوبة عند الله تعالى، فجزاهم الله عن ذلك خير الجزاء.
وإذا ذكر البذل والعطاء والسخاء في الاعمال الخيرية، فلابد أن يذكر فارس هذه الاعمال الجليلة ورجلها الذي تجاوز صيته حدود الوطن، وذاع ذكره في جميع انحاء المعمورة، أعني بذلكم أمير الاحسان والبذل والعطاء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض - حفظه الله ورعاه -الذي يعد بحق أبا الجمعيات الخيرية في الرياض بخاصة، وفي المملكة بعامة، ومن ذلك ما يتعلق بالجانب الصحي، ورعاية المرضى، وبذل العون لهم، ومساعدتهم في جميع المجالات، ومن ذلك مساعدتهم، ورعايته لذوي الاحتياجات الخاصة من المعاقين وغيرهم، وكذلك رعايته للذين يعانون من الفشل الكلوي بتأسيس مركز للغسيل الكلوي، وتجهيزه بأحدث الاجهزة والمعدات، الى غير ذلك مما يطول سرده، فجزاه الله عن هذا الوطن والمواطنين، وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وبارك في جهوده وأعماله.
وما تفضل سموكم الكريم بتشريف حفل افتتاح هذا المركز الصحي في العمارية إلا دليل على تلكم العناية والاهتمام بصحة المواطن وحالته الجسمية والنفسية.
وأشار الى إن بداية بناء هذا المركز تعود عندما قام سموكم الكريم بزيارة للعمارية لتفقد احتياجاتها، انطلاقا من حرصكم الشديد على تلمس كافة احتياجات المواطنين والعمل على توفيرها وتقديم كافة ما يحتاجه المواطن من خدمات وفي مقدمتها ما يتعلق بالرعاية الصحية، حيث عرف سموكم الكريم بالتخطيط والمتابعة للنهوض بمحافظة الدرعية وما يتبعها من مراكز، والسعي الحثيث مع كافة المصالح الحكومية لتوفيرها.. وقد تحقق ولله الحمد والمنة على يدكم كثير من المشاريع الهامة والحيوية التي تلامس راحة ورفاهية كافة المواطنين، فلا غرابة في ذلك فأنتم بحق من الرجال المخلصين الذين وُفق ولاة الأمر -حفظهم الله ورعاهم- في حسن اختيارهم، فرأيتم المركز الصحي في حاجة الى عناية وتحسين مستواه فوجهتم -رعاكم الله- باستئجار مقر للمركز الصحي، ولعدم وجود مبنى مناسب لذلك فقد تبرعنا ببناء المركز على قطعة الأرض التي سبق ان تبرعنا بها لذلك الغرض.
وفور ذلك تم الشروع في بناء المركز على النموذج (أ) الموجود لدى وزارة الصحة بمنطقة الرياض، بتكلفة لبغت مليوني ريال، وبدأ العمل في شهر جمادى الأولى من عام 1423هـ وانتهى العمل به في غرة رجب 1424هـ ونفذ على أعلى المستويات والمواصفات، وباضافة عدد من الغرف.
ويتكون المركز من دور أرضي مقسم الى فئتين: احداهما للرجال، والأخرى للنساء، يتوسطهما مباني خدمات الأشعة، والمختبر، وعيادة الاسنان والصيدلية بمساحة تزيد على (700م2)، كما تم اضافة ملحق علوي مكون من غرفتين وخدماتها بمساحة (200م2)، وتم ايضا اضافة مبنى للحارس، وخدماته بمساحة (110م2).
وبلغت التكاليف الاجمالية التي تبرعنا بها حوالي ثلاثة ملايين ريال شاملة لقيمة الأرض وتكاليف البناء والاعمار.
وفي الختام لا يسعني إلا أن أتوجه بالدعاء الى الله تعالى ان يحفظ هذه البلاد المباركة، بلاد الحرمين الشريفين، ويزيدها تقدما وتطورا ورقيا في ظل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله ورعاهم-.
والشكر موفور، والدعاء موصول لكم صاحب السمو الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود، على جهودكم المباركة في خدمة محافظة الدرعية بعامة، والعمارية بخاصة، فجزاكم الله عن ذلك خير الجزاء، وأجزل لكم الأجر والمثوبة.
كما أشكر صاحب المعالي وزير الصحة على العناية الكريمة وحرصه ومتابعته لانجاز هذا المركز الصحي على الوجه المأمول.
كما أشكر مدير عام الشئون الصحية بمنطقة الرياض سعادة الدكتور عبدالعزيز بن عبدالمحسن الدخيل على جهوده.
كما أشكر كل من ساهم في انجاز هذا المشروع العظيم، الذي نسأل الله تعالى أن يعود بالخير والنفع، والصحة لأهالي العمارية، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
بعدها ألقى مدير عام الشئون الصحية بمنطقة الرياض د. عبدالعزيز الدخيل كلمة بهذه المناسبة رحّب فيها بالحضور وبيّن إن اهتمام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض بالرعاية الصحية الأولية ممثلة بشبكة منها المراكز المنتشرة في مدن ومحافظات وهجر المنطقة البالغ عددها (351) مركزاً يأتي إيماناً منا بأن المعايير التي تقاس بها الخدمة الصحية لأي بلد يكون بما تقدمه تلك البلد من رعاية صحية أولية متميزة على المستويين الوقائي والعلاجي.
ومن هذا المنطلق وضعت الشؤون الصحية بمنطقة الرياض هدفاً استراتيجياً بتوجيهات من معالي الوزير سلمه الله وتمت برمجة ذلك الهدف على مستوى التصميم وبناء المراكز النموذجية ورصد من أجل ذلك الهدف مبلغاً وقدره 55 مليون ريال تشمل التجهيز الطبي وغير الطبي كما تضمنت الخطة الخمسية الثامنة التي أعدتها المديرية التركيز على انتشار المراكز الصحية المرجعية التي من أهدافها القيام بأعمال الاستشارة المتقدمة والحد من الضغوطات على المستشفيات واستقطاب الكفاءات السعودية المتميزة للعمل في هذه المراكز.
كما أود ان ألفت الانتباه بأن مشروع النهوض بالرعاية الصحية الأولية وتحسين مشروع أدائها شمل أيضاً إعادة هيكلة الجانب الإداري والفني كونه الركيزة في إدارة دفة هذا الأسطول العملاق من الخدمات المنتشرة على رقعة كبيرة من الأرض وعلى ضوء ذلك فقد بدئ بتفعيل دور الإشراف وتطبيق البرامج المختلفة من خلال الزيارات الميدانية والإدارية والفنية.
وأكد د. الدخيل أن هذا المشروع النموذجي الذي تبرع بأرضه وبنائه الشيخ عبدالله بن سعود بن طالب بمتابعة من محافظ محافظة الدرعية يشتمل على دور أرضي مقسم إلى قسمين أحدهما للرجال والآخر للنساء ويتوسطهما مبنى للخدمات المساندة، الأشعة والمختبر وعيادة الأسنان والصيدلية بمساحة 700 متر مربع إضافة إلى ملحق علوي مكون من غرفتين ودورة مياه بمساحة 110 متر مربع وبتكلفة اجمالية بلغت 3 ملايين ريال.
ولا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لحكومة خادم الحرمين الشريفين على ما تبذله من أجل صحة المواطن والشكر موصول لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز على متابعتهما المستمرة دائماً لكل ما يخدم صحة المواطن.
وختاماً.. لا يسعني إلا أن أتقدم باسمي وباسم جميع الزملاء بالشكر والتقدير للشيخ عبدالله بن سعود بن طالب على تبرعه السخي وبادرته المباركة والتي أسأل الله جلت قدرته أن تكون في موازين أعماله وأن يمده بالصحة والعافية والشكر موصول لسموكم على متابعتكم الشخصية لكل ما يهم المواطن بمحافظة الدرعية للتطوير والرقي وبالأخص الخدمات الصحية.
كما أقدم الشكر الجزيل لمعالي وزير الصحة على متابعته المستمرة لخدمات الرعاية الصحية الأولية بصفة خاصة والخدمات الصحية بصفة عامة وإلى جميع الزملاء في الشؤون الصحية.
ثم ألقى معالي وزير الصحة الدكتور حمد المانع كلمة رحب فيها بالجميع وقال: ليس هناك أفضل وأجمل وأحسن من أن ترى عملاً طيباً حسناً مثل الذي نراه تجده أمامك قد أنجز ولله الحمد باستثمار هذا العمل الطيب وإنني أجدها فرصة سانحة لي أن أتقدم بالشكل الجزيل لكل من قام وساعد وعمل لأجل هذا العمل الطيب، وأنا شخصياً لي قصة مع هذا المركز كالقصص الأخرى التي أشعر بها وأتذكرها في منطقة الرياض عندما كنت في هذه المنطقة، هذا المركز يكفي لأي واحد منكم أن يرفع عينيه للجهة المقابلة ويرى المركز القديم وله أن يتخيل ويتصور هذا الفرق الشاسع بين هذا العلم وذلك المركز.
عندما قام صاحب السمو الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن محافظ محافظة الدرعية بزيارة للمركز ورئاه وكنت أرافقه في هذه الزيارة تأثر تأثراً كبيراً وأصر سموه أن يغير المركز بأي شكل من الأشكال وفعلاً تم استئجار المبنى وعمد الشخص صاحب المبنى وبلغت الشؤون الصحية بالانتقال إلى المركز الجديد وعندما علم والدنا الشيخ عبدالله بن طالب بأن هذا المركز سوف ينتقل فقال لنا سوف أقوم بهذا العمل على حسابي الخاص في أرض وعمل ومال وكل ما يلزم لإنجاز هذا العمل وفعلاً الرجل قال وفعل وهذا المركز الذي أمامنا ولله الحمد ثمرة من الثمار الخيرية من أهل البلدة الخيرة وأهل البلد الخيرين والذين هم ولله الحمد كثر وهم موجودون معنا في كل مكان من أنحاء هذا الوطن ولله الحمد العمل أنجز واليوم نفتتح هذا المركز وإنني أقول باسمكم جميعاً الشكر الجزيل لكل من قام وساهم لبناء هذا المركز سواء مسؤولين أو أهل خير أمثال الشيخ عبدالله بن طالب ولا يفوتني أن أشكر سمو الأمير أحمد لجهوده ووقوفه معنا ومساندته لنا لبناء هذا المركز وكل عمل خير ولله الحمد يعود بالمصلحة العامة للوطن والمواطن، وكما لا يفوتني أن أتقدم بالشكر الجزيل لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو نائبه اللذين كانا معنا وقوفاً ودعماً ومساندة لكل ما يخدم المصلحة العامة وخاصة الوضع الصحي في هذه المنطقة.
ثم ألقى صاحب السمو الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن محافظ محافظة الدرعية كلمة بهذه المناسبة قال فيها:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله...
معالي الوزير..
الأخوة الأعزاء..
نحمد الله على افتتاح هذا المركز الصحي الذي نسأل الله عز وجل أن ينفع به سكان العمارية وزائريها ونحمد الله على تسابق أهل هذه البلاد على أعمال الخير، إخواني إن أعمال الخير وأبواب العمل المفيد للمجتمع واسعة فبناء المساجد ليس هو العمل الخير الوحيد ولكن إقامة المنشآت الصحية والتعليمية وسقيا الناس وتعبيد الطرق كلها أعمال خير تساهم في خدمة المجتمع والجميع مدعو إلى المساهمة في هذه الأعمال.
وفي الختام أتقدم بالشكر لمعالي الوزير لاهتمامه وحضوره وأشكر الدكتور عبدالعزيز الدخيل وزملاءه لجهودهم وأتقدم بشكر خاص للشيخ عبدالله بن طالب وأبنائه على ما قاموا به لخدمة بلادهم وبلدتهم العمارية.. بعدها قدم الاستاذ سعود بن طالب مجسم المركز لمحافظ الدرعية ودرعاً لمعالي د. المانع ودرعاً آخر للدكتور الدخيل.
بعدها قام سموه ومعالي الوزير بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية للمركز ثم قاما بقص شريط الافتتاح وأخذا جولة داخل أروقة المركز الذي زود بأحدث الأجهزة الطبية والأدوية.. وفي ختام الجولة صرح سموه قائلاً: الحمد لله إننا نعيش في بلد أهلها يتسابقون إلى فعل الخير وكما رأيتم هذا أحد الأمثلة وأبواب الخير واسعة ومنها إنشاء المنشآت الصحية والتعليمية وغيرها والحمد لله إن الناس تتسابق لفعل الخير ونشكر الله على هذا، وصرح معالي وزير الصحة
الدكتور حمد المانع: الحمد لله فالمشاريع وخاصة التي يقوم بها أصحاب الخير كثيرة وعديدة وولاة الأمر (حفظهم الله) يشجعون مثل هذه الأعمال ومثالنا الأعلى في ذلك خادم الحرمين الشريفين وتبرعاته الجزيلة التي غطت جميع أنحاء المملكة وتعداها إلى دول العالم والحمد لله فهذا ليس بغريب على أبناء هذه البلاد.. بعدها شرف سموه ومعالي الوزير والمسؤولين والأهالي حفل العشاء المعد على شرف سموه بدار آل طالب.
|