* واشنطن - غابريال غرينز - أ.ف.ب:
لم تفقد الولايات المتحدة الأمل في إلغاء المساعدات الحكومية الأوروبية لمجموعة (ايرباص) المنافسة لمجموعتها للصناعات الجوية (بوينغ) وتستعد لاحياء هذه المعركة في إطار تطوير آخر منتجات المجموعة الاوروبية (ايرباص 380).
وقال الممثل الأمريكي للتجارة روبرت زوليك ردا على سؤال عن هذا الملف (انها ليست مسألة تتعلق باتفاق 1992 فقط، بل قضية مرتبطة بالتزامات الاوروبيين في إطار منظمة التجارة العالمية) لكنه رفض أن يوضح كيف يعتزم عمليا وقف المساعدات الاوروبية (لايرباص).
وكان الأمريكيون والاوروبيون اتفقوا في 1992 على السماح للحكومات الاوروبية بدفع حتى 33 % من نفقات أبحاث وتطوير الصناعات الجوية.
وكان الاتفاق ينص أيضا على أن تعيد مجموعة الصناعات الجوية تسديد هذه السلف على مدى 17 عاما.
لكن بوينغ ترى بعد 12 عاما من هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه لدعم الصناعة الجوية الاوروبية، إن لم يعد ضروريا بينما ستطلق كل من مجموعتي الصناعات الجوية طائرات جديدة قريبا.
وأعلنت بوينغ أنها ستضع في الخدمة طائرتها للرحلات المتوسطة الاقتصادية جدا (7 -اي-7 ( في 2008 بينما تعول (ايرباص) على طرح طائرتها (ايه 380)، أكبر طائرة تجارية في العالم، في 2006.
وتواجه المجموعتان صعوبات كبيرة في غزو الأسواق بالتصميمين الجديدين مع أنهما مختلفان جدا، وتصر (ايرباص) على وجهة نظرها.
وأكد أحد المتحدثين باسمها (نحترم اتفاق 1992 بشكل كامل، ولا نحصل على مساعدات بل على سلف يجب تسديدها).
أما (بوينغ) فتتوقع إنهاء هذه المساعدات المخالفة لقواعد المنافسة.
وقال المتحدث باسم المجموعة الأمريكية تيم نيل (حان الوقت لإنهاء هذا الدعم المالي. أفهمنا مسؤولي الحكومة ذلك بوضوح).
وانتقد رئيس مجلس إدارة بوينغ هاري ستونسيفر بنفسه التمويل الحكومي الاوروبي لمنافسة بوينغ، في عدد من المقابلات التي أجريت معه مؤخرا.
وقال لصحيفة (لوموند) في بداية الشهر الجاري (ليست هناك شركة في العالم غير (ايرباص) تستفيد من اتفاق كهذا)، مدينا السلف التي قدمتها فرنسا وألمانيا وبريطانيا لمجموعة (ايرباص)، فرع المجموعة الاوروبية للصناعات الجوية والدفاع بنسبة ثمانين بالمئة.
وأعلن لصحيفة (فايننشال تايمز) في نهاية حزيران - يونيو (إجراءات ملموسة هذا العام) لإلغاء هذه المساعدات الحكومية بدون أن يذكر أي تفاصيل.
ولم تخف (بوينغ) أنها عززت جهودها في الاشهر الاخيرة لدى الحكومة الأمريكية.
وقال نيل: إن الحكومة (برهنت على اهتمام كبير بحل المشكلة)، موضحا أن مكتب زوليك يبذل جهودا شاقة للتوصل إلى تسوية.
وأضاف ان (اختيار الإجراءات التي يجب اتخاذها يعود الى الحكومة وسيكون من المناسب لنا (بوينغ) أن نعبر عن رأينا في هذا الشأن).
ورفض زوليك الجمعة أن يوضح الخيار الذي أقرته إدارة الرئيس جورج بوش خلال هذه الاشهر من الحملة الانتخابية.
لكنه قال (اذا كان هناك تبرير في 1992 (لتقديم هذا الدعم) أو قبل ذلك بقليل، فهذا كان منذ زمن طويل ولم يعد الامر كذلك).
وأكد تيم نيل ان (كل المساعدات الحكومية تؤدي الى خلل في المنافسة).
وأضاف (عندما تطور بوينغ سلعة جديدة فإنها تفعل ذلك بأموال من داخل المجموعة أو من مبالغ تقترضها) من المصارف، مؤكدا أن (ايرباص) يفترض أن (تكون قادرة بالتأكيد على أن تفعل الأمر نفسه).
|