حينما ينجح دحيم في التمهيدي، أو يختن صلوحي في يومه السابع، أو تصل شغالة أم حمودي، أو يترقى أحدهم، أو يجري عملية الزائدة فإن الوعود تنهال بإقامة وليمة دسمة بهذه المناسبة، ويلاحظ أنها وليمة، وهي تعني المبالغة في إعداد وجبة كبيرة يدعى لها عدد مناسب. وهي أيضاً دسمة، وهذا يدل على أن خرافاً قد نُحرت، وكميات هائلة من الرز الفاخر ستهدر، ومعجنات وحلويات ومشروبات غازية وفواكه صيفية وشتوية ستكوم أمام المدعوين والمدعوات. ولا أدري ما ذنب الخراف اللطيفة لتكون هي المقصد والهدف ليضحَّى بها ويسفك دمها في كل طارئ ومناسبة ولم تفلح الدجاجة العزيزة حينما قدمت نفسها بطيبة متناهية -أو لنسمِّه (غباءً)- فداءً لبعض الخراف لتخفيف أعداد ما يقدم منها للمناسبات المذكورة؟! لم تفلح لأن المحتفل وجد في هذه التضحية النبيلة من الدجاجة نوعاً من البهجرة وتنويع المائدة، خاصة أن بعض المدعوين يدعي أنه يفضل اللحم الخفيف، لكنه لا يلبث أن يهجم على المعجنات المحشوة باللحوم الحمراء، ثم يميل إلى أطباق الحلويات المكتنزة بالزبدة والسمن البلدي والسكر المركز. فالمؤكد أننا لم نستوعب معنى الاحتفال بمناسباتنا طالما أننا نتبارى ونتنافس على تقديم كميات اللحوم والدهون لنملأ أجسامنا بالشحوم، ثم نبحث عن وسائل تخفف عنا السمنة.
والعلاج واضح، وهو أن نترك الخراف والتيوس بحالها، وأن نريح الضروس والكروش قليلاً.
|