Saturday 7th August,200411636العددالسبت 21 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

11-11-1391هـ الموافق 28-12-1971م العدد 373 11-11-1391هـ الموافق 28-12-1971م العدد 373
كلمة الجزيرة
مطامع الروس.. كشفها الغزو الهندي

هزيمة الباكستان أمام الغزو الهندي المدبر الذي كان مدعوماً بحماس مطلق من الروس لم تكن نتيجة الصدفة أو لثورة غضب عابرة اندفعت الهند بسببها بلا عزم مبيت.. فقد سبق اجراءات الحرب تخطيط وتوقيت، ولم تكن روسيا مقدمة على الدعم الا وهي مطمئنة إلى حماية خلفية من غضب الصين التي تظهر العداء نسبياً للهند، بجانب العداء التقليدي للروس، مع الميل لباكستان نكاية بالخصوم.. غير ان الاسطول السابع المشحون بوسائل الحرب النووية عندما توغل في بحر البنغال لم يكن الا ضماناً لمسيرة الروس في تحركها الفعلي لتنفيذ خطة الغزو لشطر الباكستان، وذلك خشية من نجدة الصين للباكستان او استغلال الموقف لارباك الحشد الهندي بفتح جبهة اعتراضية تخفف الضغط الهجومي على دكا.ولم تكن (لولولة) الهند من تحرك الاسطول السابع من سبب الا تغطية الواجب الذي تهيأ لتأدية ذلك الاسطول.غير ان السؤال الذي يفرض وجوده هو:
هل روسيا مستعدة لتقديم البديل الذي جعل امريكا تضحي بصديقتها وحليفتها الباكستان من اجل ان تعطي الفرصة لروسيا ان تضع اكليل النصر على رأس عميلتها الهند؟!الاجابة على هذا السؤال قد تبدو لاول وهلة صعبة، غير ان بارليف رئيس هيئة أركان حرب العدو استطاع بتصريحه الاخير ان يفسح المجال للتكهن بأن اسرائيل موعودة بدعم من جهة وحياد من جهة أخرى.فقد هدد بحرب شاملة ضد العرب، وأنذر بأن الجيش الاسرائيلي قد استعد لقاذفات القنابل الحاملة للصواريخ التي زود بها الاتحاد السوفيتي مصر، وعزز بارليف قوله بأنه لن تخيفهم الحرب المقبلة مع مصر مهما كان تزويد جيشها من الآليات السوفيتية او الطيارين الروس، وكان قادة اسرائيل في الماضي يبدون - دائماً - تخوفهم من التسليح الروسي او تدخل الروس في النزاع العربي الاسرائيلي، غير ان اليهود اصبحوا الآن يثقون في صداقة الروس وحيادهم في أي حرب قادمة مع العرب.فهل يصح الاعتقاد بأن روسيا قد اكدت - سلفاً - عرضها البديل بتضحية صداقتها لبعض الدول العربية الحليفة قبل مساندتها للهندوس في حرب شبه القارة الهندية؟!لعل أول من نبه إلى خطر تغلغل الروس في المنطقة العربية المملكة السعودية على انه لا يمكن الا أن تعمل روسيا ضد التجمع الاسلامي، وان ما تبذله للعرب من سلاح أو معونات اقتصادية ما هو الا وسيلة لوضع اقدام الشيوعية في المنطقة فقط بحيث لا يجدي اقتصادها رخاء كما لا يحقق سلاحها حتى مستوى الدفاع الواقي، فكيف نطمع منها بالسلاح الهجومي الرادع؟ ذلك ان عطفها على الصهيونية عميق الجذور في تاريخ المعتقدات المذهبية، حيث نادى الفيلسوف اليهودي (ماركس) بالشيوعية التي تتزعم الروس عالمها وتعمل جاهدة على نشر مذهبها في العالم.ولقد تنبهت بعض البلدان العربية - مؤخراً - إلى هذه الحقيقة، ولكن بعد تورط يصعب معه الانفكاك منها، فقد استطاعت ليبيا ان تعبر عن ذلك بشجاعة حيث قال زعيمها القذافي في حملته ضد الروس ضمن برقيته لسيدة الهندوس انديرا غاندي (ان المشاورات التي تمت بين الهند وروسيا أتت بالحرب وهددت السلام وهدمت المستشفيات والمدارس والمدن الآهلة بالسكان).. انه شجب صارخ للعدوان الروسي المدبر ضد الدول العربية والدول المسلمة.وكانت دولة السودان الشقيقة قد اكتوت من التدبير الشيوعي للاطاحة بنظامها من خلال حمامات الدم وخلق الارهاب.فلم تكن الباكستان الاولى، ولن تكون الاخيرة ما دامت مصالح الدول الكبرى ومطامعها تنمو في الاتجاه الذي يضمن الوجود الاسرائيلي البغيض.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved