في مثل هذا اليوم من عام 1987 أصبحت لاين كوكس أول امرأة أمريكية تسبح من الولايات المتحدة إلى الاتحاد السوفيتي، وقد استغرقت ساعتان وستة دقائق لعبور مضيق البرنيج الذي يفصل ما بين المحيط القطبي والمحيط الهادي أو بين القوتين الأعظم. وقد سبحت مسافة 2.7 ميل أي حوالي 4.3 كيلو متر من الآسكا إلى سيبريا بالرغم من برودة الماء التي كانت متجمدة في أغلب فترات العام حيث بلغت درجة حرارتها حوالي خمس درجات مئوية، ويعتقد الخبراء أنها فازت بسبب عزيمتها القوية وإصرارها على النجاح وسمنتها التي ساعدتها على الطفو على سطح الماء. وقد كانت كوكس تزن حوالي 182 باونداً فكانت أسمن بنسبة 36% بالمقارنة بمن يضاهينها في العمر، وبعد إتمام العبور صرحت كوكس بأنها حصلت على مساعدة من الاتحاد السوفيتي. فقالت عن الاتحاد السوفيتي أنهم الأفضل، لقد فتحو لنا الباب للهبوط على شاطئهم، وقد كان ذلك العبور هو الأخير من نوعه في سلسلة الأعمال التي قامت بها لاين كوكس.
ففي عمر الرابعة عشر سبحت لاين في قناة كاتالينا التي يبلغ عرضها 49 كيلو مترا في جنوب كاليفورنيا. وفي عام 1975 أصبحت أول امرأة تسبح مسافة عشرة أميال من مضيق كوك بنيوزيلندا في زمن قدره أثنى عشرة ساعة، وبعد هذا الحدث أصبحت كوكس ذات شهرة فائقة في الاتحاد السوفيتي. وقد قام الزعيم السوفييتي ميخائيل جورباتشوف في وقت لاحق من ذلك العام بتوجيه التحية إليها وذلك أثناء توقيع اتفاقية حظر انتشار الأسلحة الذرية في واشنطن العاصمة.
وأعلن جورباتشوف في معرض حديثه عنها أنها أظهرت شجاعة فائقة تحتذي بها الأجيال، ولكن على الرغم من أنها أصبحت بطلة في الاتحاد السوفييتي فإن مغامرتها لم يكن لها نفس الأثر العظيم في بلادها، ولم يكن لدى الرئيس الأمريكي رونالد ريجان أية فكرة عما يتحدث عنه جورباتشوف.
|