في مثل هذا اليوم من عام 1998، تم تفجير السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا وأسفر الانفجار عن مصرع 200 شخص على الأقل، وإصابة 1000 آخرين بجراح، وقد حدث الانفجاران في غضون بضع دقائق في حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحاً.
ولم يعلن أحد مسؤوليته عن الحادث، ولكن توقع المسؤولون الأمريكيون أن هذا الاعتداء من تخطيط (أسامة بن لادن)، وقد حدث الانفجار الأول في العاصمة التنزانية دار السلام، ثم تبعه انفجار آخر بعد خمس دقائق فقط في العاصمة الكينية (نيروبي)، وقد تسبب الانفجار في انهيار خمسة مبان مجاورة للسفارة، وانهيار السفارة نفسها.
وكان المسؤول الأمريكي (بريدينس بيشنيل) مجتمعاً مع وزير التجارة الكيني (جوزيف كاموثو) بالقرب من البنك التعاوني، ولكنه أصيب بجراح طفيفة، وكان للانفجار دوي هائل، سمع صوته على مسافة عشرة أميال (16 كم)، وتسبب في إثارة فوضى كبيرة في وسط المدينة.
وذكر (ريفيس درابل) أحد أعضاء اللجنة العليا البريطانية أنه كان هناك دخان كثيف يغطي المدينة، وكانت طائرات هليوكوبتر تحوم حول المنطقة.
ودمرت السفارة الأمريكية تدميراً هائلاً، فتحطمت أبواب السفارة المضادة للقنابل، بالإضافة إلى أوتوبيسين آخرين، وقام المتطوعون بإنقاذ
الأشخاص الذين لا يزالون على قيد الحياة من تحت الأنقاض، وقامت الروافع بانتشال الأفراد المحاصرين في منطقة الانفجار.
وقد انتشر الخراب في دار السلام، حيث أعلن مراسل ال بي بي سي عن تدمير ساحة الاستقبال بالسفارة.
كما ذكر أحد الناجين من الانفجار أن الانفجار الذي حدث في تنزانيا قد ألقاه بعيداً حوالي 5 أقدام (1.5م)، وأنه لم يستطع الرؤية، وكأنه يسير في حقل دخان كثيف.
وقد دان الرئيس الأمريكي بيل كلينتون هذا الهجوم واصفاً إياه بأنه (هجوم بغيض)، وقد تعهد ببذل كل الجهود الممكنة للقبض على الإرهابيين.
وقد أمر بإرسال الولايات المتحدة خبراء مكافحة الإرهاب، وبعض الفرق الطبية، وأيضاً فريقاً من البحرية الأمريكية وفريقاً من مكتب المباحث الفيدرالية للتحقيق في الحادث.
وقد صرح كلينتون في المؤتمر الصحفي الذي عقده بالبيت الأبيض قائلاً: إن هذه الأعمال الإرهابية العنيفة هي أعمال مقيتة، وإن من قام بها أشخاص لا ينتمون إلى الجنس البشري، وإننا سنستخدم وسائلنا الخاصة للقبض على هؤلاء الإرهابيين وتقديمهم للعدالة.
وأمر الرئيس الأمريكي بتنكيس الأعلام على كل البنايات الأمريكية حداداً على ضحايا الانفجار.
|