في مثل هذا اليوم من عام 1958 تمت تبرئة الكاتب المسرحي الأمريكي الشهير الحاصل على عديد من الجوائز آرثر ميللر. وقد أعرب الكاتب وزوجته الممثلة الشهيرة مارلين مونرو عن بالغ ارتياحهما بسبب هذا الحكم.. فبعد معركة قانونية لمدّة عامين لتبرئة اسمه، أسقطت محكمة استئناف واشنطن أخيرا اتهامه بازدراء الكونجرس. وفي مايو من ذلك العام، أدانت المحكمة ميللر لرفضه إبلاغ لجنة مجلس النواب الخاصة بالتحقيق في الأنشطة غير الأمريكية أسماء الكتّاب الشيوعيين المزعومين الذين حضر معهم خمسة أو ستّة اجتماعات في نيويورك في عام 1947، وكان قد تم استجوابه من قبل اللجنة في عام 1956 بشأن مؤامرة مزعومة لإساءة استعمال جوازات السفر الأمريكية، ورحب بالإجابة عن كلّ الأسئلة المتصلة به فقط ولكنّه رفض كشف أسماء المتهمين الآخرين من حيث المبدأ قائلا (أنا لا أستطيع أن ذكر اسم أحد وأسبب له المتاعب).
وفي ذلك اليوم، أعلن محاميه، جوزيف روه، أنّ اللجنة أرادت ببساطة أن تشهر بالكاتب المسرحي، وهذا التشهير بغرض التشهير هو تصرف لا يقره القانون.
وأضاف روه أن اختيار توقيت الجلسة مباشرة قبل زواجه من مارلين مونرو كان الهدف منه النيل منه وإذلاله إلى أقصى حد.. كما أعلن أن الأسئلة التي لم يجب عليها لم تكن تتصل بقضية جوازات السفر.
ومع ذلك تجاهلت محكمة الاستئناف هذه الحجة وأكدت بدلا من ذلك على أن الطريقة التي طرحت بها الأسئلة على ميللر من قبل اللجنة جعلت من تهمة ازدراء الكونجرس أمراً لا يمكن الدفاع عنه.. وقد طلب ميللر من اللجنة ألا تطلب منه كشف أسماء المتهمين ووافق رئيس اللجنة على إرجاء السؤال. وقد تم تأسيس اللجنة في عام 1938 للتحقيق في أنشطة الفاشيين والشيوعيين المندسين في الحكومة الفيدرالية.
وفي عام 1947 حولت انتباهها نحو الفنون، وفي السنوات التالية استطاعت إدراج أسماء العديد من كتّاب ومخرجي هوليوود في القائمة السوداء بسبب آرائهم السياسية.
وكان من بين هؤلاء إليا كازان، الذي أخرج رائعة آرثر ميللر (وفاة بائع متجول) عام 1953 والتي حصدت العديد من الجوائز.
|