في مثل هذا اليوم من عام 1985 تم انعقاد مؤتمر القمة العربي الرابع في الدار البيضاء. وقد اجتمع مؤتمر القمة في دورة غير عادية في مدينة الدار البيضاء خلال الفترة من 7 إلى 9 أغسطس 1985 بناء على دعوة من جلالة الملك الحسن الثاني ملك المملكة المغربية، وتعزيزاً للتضامن بين الدول العربية ودعماً لمسيرة العمل العربي المشترك على أساس مبادئ ميثاق جامعة الدول العربية وقراراتها والمعاهدات المبرمة في إطارها، درس المؤتمر أهم القضايا العربية الراهنة في جو من الإخاء والتفاهم والحرص على الحقوق والمصالح العربية المشتركة. وأولى المؤتمر موضوع تنقية الأجواء العربية كامل عنايته لما له من أهمية.
وفي هذا النطاق أكد المؤتمر إيمانه بضرورة التضامن بين الدول العربية لا سيما في تلك الظروف العصيبة التي تتطلب حشد طاقات الأمة العربية ونبذ الخلافات - مهما تكن - بين دولها لمواجهة الفترة الحاسمة التي تمر بها.
وقد عهد إلى اللجان المؤلفة من عدد من الدول الأعضاء ومن الأمين العام لجامعة الدول العربية بالعمل على حل الخلافات بين بعض الأشقاء فسعت لجنة مؤلفة من المملكة العربية السعودية والجمهورية التونسية إلى التوفيق بين المملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية العربية السورية، وبين الجمهورية العراقية والجمهورية العربية السورية.
ولجنة مؤلفة من المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الإسلامية الموريتانية إلى التوفيق بين الجمهورية العراقية والجماهيرية الليبية وكذلك بين منظمة التحرير الفلسطينية والجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية.
وبخصوص الحرب العراقية - الإيرانية وبعد استعراضه الوضع في الخليج أشار المؤتمر ببالغ القلق والألم استمرار هذه الحرب بكل ما تسببه من خسائر بشرية فادحة وأضرار مادية باهظة للطرفين وما تؤدي إليه من تهديد خطير لأمن المنطقة واستقرارها وازدهارها وللأمن والسلم العالميين.
أعلن المؤتمر عن تصميمه على تعبئة جميع الجهود من أجل وضع حد سريع للقتال والدخول في مفاوضات من أجل الوصول إلى حل سلمي وعادل ومشرف للنزاع ويدعو لجنة متابعة تطورات الحرب بين العراق وإيران إلى تكثيف مساعيها واتصالاتها في هذا السبيل في ضوء الواجبات المكلفة بها.
وبحث المؤتمر الوضع في القرن الأفريقي، فأكد على ضرورة تنفيذ قرار مؤتمر القمة الثاني عشر بشأن هذا الموضوع ويكلف الأمين العام بتقديم تقرير إلى مؤتمر القمة القادم عن مدى تنفيذ هذا القرار.
وفي نطاق بحثه المتعمق لمختلف التطورات التي تجتازها القضية الفلسطينية استمع المؤتمر إلى شرح مفصل قدمه جلالة الملك حسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية وياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية حول الاتفاق الأردني الفلسطيني الذي وقع بعمان في فبراير من عام 1985 وسجل بكل تقدير الشروح الضافية التي تفضل بتقديمها جلالة الملك حسين والأخ ياسر عرفات عن انسجام خطة التحرك الأردنية - الفلسطينية مع مخطط فاس واعتبارها خطة عمل لتنفيذ مشروع السلام العربي من أجل تحقيق تسوية سلمية عادلة وشاملة تضمن انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها القدس الشريف وتؤمن استعادة الحقوق الوطنية الثابتة للشعب العربي الفلسطيني.
وبعد تناول هذا الموضوع بالدراسة المستفيضة من مختلف جوانبه يؤكد المؤتمر ضرورة تواصل واستمرار الالتزام العربي الجماعي بروح ومبادئ مقررات قمة فاس.
|