Saturday 7th August,200411636العددالسبت 21 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

الحقيقة الحقيقة
فقيد النصر.. فقيد الرياضة.. فقيد الوطن
سعود عبدالعزيز

يقول الحق سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي} بقلوب مؤمنة، استقبل كافة أبناء الوطن على وجه العموم والمهتمون بالوسط الرياضي خصوصاً يوم الخميس قبل الماضي نبأ وفاة أمير التواضع وحامل اللقب الطيب أميرنا الغالي عبدالرحمن بن سعود بن عبدالعزيز الذي جاءه أجله المحتوم، بعد حياة مليئة بالحب والعطاء والإخلاص والتضحيات الجسام والكفاح المستمر والنضال المتواصل من أجل رفعة سمعة الكرة السعودية وناديه النصر الذي عمل به لأكثر من (45) عاما فخدمه لاعبا ومشجعا وإداريا وعضوا شرفيا ورئيسا، كما عمل رحمه الله في الاتحادات الرياضية وترأس السلة والطائرة وعين مديرا عاما للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم.
وطوال مسيرته الرياضية الطويلة كان فقيدنا الغالي فقيد الرياضة، والنصر والوطن، مثالا للإخلاص والتفاني والنزاهة فتوفق الأصفر معه وحقق منتخبنا تحت إدارته عدة انتصارات وقدم لرياضة الوطن الآراء الجريئة والمقترحات النافعة ولم يبخل عن خدمة محبي الرياضة بكل ميولهم وانتماءاتهم، فهو دائما الصديق الوفي والمخلص لهم، ولهذا تجدهم يلجأون إليه ويذهبون له في أوقات الأزمات وكان يساعدهم ويضع لهم الحلول الناجعة لكل آلامهم ومتاعبهم.
لقد كان الأمير عبدالرحمن بن سعود - رحمه الله - مثالا رائعا ونموذجا لا نظير له للرياضي الإنسان الذي يقف مع الجميع بكل جوارحه فتجده أول الحضور في المناسبات الاجتماعية فعند الفرح كان - رحمه الله - في مقدمة المهنئين وفي الحزن كان في الصفوف الأولى للمعزين، وهذه الصفات لا تجتمع إلا في الرجال الكبار الرجال الأوفياء الرجال اصحاب القلوب الطيبة المتواضعة، والراحل الكبير بحمد الله اتصف بها في حياته، فرغم ظروف مرضه واشتداده عليه في الاشهر الأخيرة إلا انه كان يقوم بالتزاماته دون نقصان تجاه أصدقائه ومحبيه وأفراد أسرته وناديه حتى توفاه الله، ليبكيه كل من عرفه أو لم يعرفه، وما زحف المصلين في الجامع الكبير يوم الجمعة الماضي وأداء الكثير منهم الصلاة عليهم - رحمه الله - في الطرقات والممرات المحيطة بالمسجد الذي لم يسعهم رغم مساحته الكبيرة والواسعة والعريضة إلا دليل على الحب الذي يكنّه رياضيو الوطن للراحل الكبير الأمير عبدالرحمن بن سعود.
فاللهم اغفر لأميرنا الغالي، ووسع مدخله، واجعل عليه قبره روضة من رياض جنات النعيم، وأنزل عليه البهجة والنور، والفسحة والسرور، اللهم ارفع درجاته وعلِّ منزلته، اللهم نقِّه من خطاياه كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم بدله بدار خير من داره واهل خير من أهله، واجمعنا به في مستقر رحمتك، مع النبيين والشهداء والصديقين وحسن اولئك رفيقا، وارحمنا واغفر لنا إذا صرنا الى ما صاروا إليه، برحمتك يا أرحم الراحمين.. والحمد لله على قضائه وقدره.
المبادرة الرائعة
يقول صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: ولد صالح يدعو له أو صدقة جارية، أو علم ينتفع به) فبعد وفاة فقيد الوطن أميرنا الغالي عبدالرحمن بن سعود بادر الأمير تركي بن خالد مشكوراً وأعلن فكرة إنشاء عمل خيري تعود منفعته لأبي خالد - رحمه الله - وترك الأمير تركي لأبناء الفقيد تحديد نوعية العمل الخيري، وقدم سموه مشكوراً مبلغ مليون ريال دعماً للمشروع، مثل هذه المشاريع الخيرة يجب أن تفعّل وتدعم من كافة محبي نادي النصر من أعضاء شرف وجماهير ويجب أن يشارك فيها المنتمون للوسط الرياضي، فسموه - رحمه الله - وهب نفسه وماله وصحته ووقته للرياضة وخدم ناديه والكرة السعودية، ولهذا يجب المسارعة في دعم الفكرة وعلى إدارة النصر الحالية أن تخاطب المقتدرين من رجال المال والأعمال لدعمها ومن ثم إنشاء العمل المزمع إقامته مثل بناء مسجد أو كفالة يتيم أو التصدق بالمال للأطفال والأرامل وكبار السن الذين عجزوا عن الوفاء بالتزاماتهم المادية.
إن كافة رياضيي الوطن ومحبي النصر يناشدون الجميع بالمسارعة بتنفيذ فكرة الأمير تركي بن خالد الرائعة، فأميرنا الراحل يحتاجنا في الوقت الراهن أكثر من أي وقت سابق فيجب علينا الاكثار من الدعاء له، والتصدق عنه، وإنشاء الأعمال الخيرية له، فكل هذه الأمور تدخل ضمن قوله صلى الله عليه وسلم (أو صدقة جارية) .


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved