لماذا نحرق ملايين الريالات سنوياً؟!

صحة البيئة مطلب ضروري وهام والتوعية المستمرة في جريدة (الجزيرة) إسهام مميز في هذا الجانب، وأقرأ باستمرار العديد من الموضوعات بجريدة (الجزيرة) تناقش ظاهرة حرق النفايات وأضرارها البيئية على الإنسان والحيوان والنبات وعدم الاستفادة من تدويرها ليعود نفعها اقتصادياً للبلد.
فقد أكد اقتصاديون متخصصون أننا هنا نحرق ملايين الريالات سنوياً من هذه العملية التي لم تستغل الاستغلال الأمثل ولن يصدق أحد إذا قلنا إننا نستهلك من الإطارات 23 مليون إطار سنوياً تحرق في الهواء يمكن الاستفادة منها في تحقيق كمية هائلة من الطاقة تعادل ثلاثة ملايين برميل من النفط.
إن الهدر والاستنزاف لأحد أهم المصادر التي يمكن أن تحقق عوائد اقتصادية للبلاد مشكلة تحتاج إلى حل وتفاعل رجال الأعمال للاستفادة من ذلك ولقد سررت باعتزام مستثمر في المنطقة الشرقية إنشاء أول مصنع لتدوير الإطارات المستعملة بتكلفة 300 مليون ريال والانتهاء من دراسة جدوى هذا المشروع الصناعي ولقد أثبتت الدراسات أن 40% من قيمة الإطارات المستوردة يمكن الاستفادة منها في طحن الإطارات واستخلاص المطاط منها وأسلاك الحديد فيها وإعادة تصنيعها من جديد، فالمملكة أكبر الدول المستوردة للإطارات ونتمنى أن نجد في المنطقة الوسطى والغربية وغيرها من المناطق مثل هذا المشروع الحيوي، كما نتمنى من وزارة التجارة والصناعة التشجيع في إصدار التراخيص الصناعية لها ودعم صندوق التنمية الصناعي لتلك المشاريع بتقديم القروض الميسرة، فقد مللنا أدخنة وروائح الإطارات وخطورة حرقها، وتسبب تلك الأدخنة تأثيرات مدمرة لخلايا المخ والجهاز العصبي المركزي إلى جانب تثبيط الجهاز المناعي وإضعاف قدرة الجسم على مقاومة الأمراض، والزيوت الطيارة الناتجة عن الحرق تعيق التمثيل الغذائي وتسبب تشوهات خطيرة في ملتحمة العين.
ولقد أكد الخبراء ذلك وأثبتت الدراسات أن انبعاث أول أكسيد الكربون يؤثر على جميع أنسجة الجسم حيث يتفاعل مع هيموجلوبين الدم وهي المادة المسؤولة عن حمل الأكسجين إلى الأنسجة مكوناً مادة تسمى: كاربوكس هيموجلوبين التي تعيق توزيع الأوكسجين في الجسم حيث يصاب الشخص بالخمول وضعف في التركيز، فهل بعد هذا نقف عن دراسة الجدوى لمشروعات صناعية نمنع بسببها الأضرار ونستفيد منها اقتصادياً؟؟!!
إننا بحاجة ماسة إلى تفاعل أكبر للاستفادة من الإطارات المستعملة والتي تحرق في الهواء وتسبب تلوث البيئة وهدراً اقتصادياً.
إن بلادنا تحظى بالعديد من الفرص الاستثمارية التي تعود بالنفع للمستثمرين وتحقق مردوداً ربحياً للمجتمع وتجعل بلادنا مكتفية لا مستوردة.