Saturday 7th August,200411636العددالسبت 21 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

ستبقى بلادنا آمنة عزيزة ستبقى بلادنا آمنة عزيزة
عبدالعزيز بن صالح العسكر

ستبقى بلادنا آمنة مطمئنة - بإذن الله - رغم أنوف الارهابيين والمرجفين والمنافقين.. وستبقى هذه البلاد - المملكة العربية السعودية - واحة للايمان والتوحيد الخالص من الشرك والخرافات والبدع.
وسيبقى ولاة الأمر - حفظهم الله - محكمين لشرع الله في كل صغيرة وكبيرة، حُراسا لمقدسات المسلمين، حماة لهذه البلاد من كل عدو وحاقد ولئيم وغادر.. وسنبقى في هذه البلاد ننعم بالأمن الذي ضمنه الله تعالى لعباده الصالحين حيث قال: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} وننعم بالعدل، وننعم بالرقي والتقدم الذي تحقق لهذه البلاد منذ أن وحدها فارس الجزيرة وامام المسلمين عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وواصل نهجه أبناؤه من بعده.
إن أعداء هذه البلاد على اختلاف فئاتهم ومصادرهم وأهدافهم سيرتدون على أعقابهم، وستتحطم معاولهم على صخرة بلادنا الصلبة.. وسيفضح الله تعالى كل مخرب ومفسد؛ لأننا على يقين بأن حبل الكذب قصير والصبح يمحو آثار الظلام.
لقد تعرضت بلادنا على مر التاريخ القريب لمكائد ومؤامرات عديدة كانت تخرج منها بفضل الله ظافرة منتصرة.. ولا يزيدها ذلك إلا اصراراً على الحق ومضيا في مرضاة الله وإعلاء كلمته والاعتزاز بخدمة الحرمين الشريفين ومد يد العون لكل أخ مسلم في شتى البلاد.
ولقد علمنا القرآن الكريم أن نهج الحق وسط بين الافراط والتفريط، ولذلك فأمتنا هي الامة الوسط.. فلا تقبل غلو المنحرفين وبدعهم في دين الله، ولذلك حاربت الخوارج وغيرهم من فرق الضلال، وكذلك لا تقبل أمتنا تفريط المفرطين الذين يكتفون من الدين بالاشكال والمظاهر.. لا تقبل أمتنا عابداً لشهوته أو مريضا بشبهته.. والمفرطون المرجفون هم معاول هدم في الأمة والبلاد مثل المغالين والمنحرفين اتباع الفرق الضالة، وها هي آية كريمة في سورة النساء تختصر هذه المعاني بعبارات قصيرة فيها الدرس والعبرة، قال الله تعالى: {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا} نعم، فالله الكريم التواب يريد أن يتوب علينا ويرحمنا، ولكن دعاة الباطل والمرجفين يقولون (لا)!
إنَّ الذين يتبعون الشهوات يستغلون كل فرصة للنيل من الدين وأهله، ونرى ما تخطه أقلامهم من الهمز واللمز، وترى الواحد منهم يفسر كل حدث على مزاجه، وينسب كل عمل إلى سبب يمليه عليه توجهه وتزينه له نفسه.. ويكون حاله كحال من يهدم بيته وينزل في خيمة أو كوخ لسبب واحد وهو أن لصا سطا على البيت في يوم من الأيام!!
وإلى كل مواطن مخلص على ثرى بلادنا الطاهرة نقول له: إن الإرهابَ نبتةٌ خبيثة يسهل - بإذن الله - استئصالها وقطع دابرها، وإن النفاق مرض طارئ سينبذه جسد الأمة وعقول أبنائها.
لن نخشى على بلادنا لأن الله حاميها، وقد سخر لها ولاة يحكمون بالعدل ويعلون كلمة الله ولا يقبلون أن يسعى مرجف أو منافق أو مبتدع لزعزعة أمنها أو تفريق صفوف أبنائها.
ولكننا نخاف بقلق شديد على كل ابن من أبناء هذه البلاد يشط عن الصف، أو يخرج على الاجماع، نخاف ونحزن على فرد منا يخدعه المضلون، ويستجيب لدعاة الفساد والدمار.. نحزن لفقد أحد أبنائنا عندما يتبع هواه، ويقوده تعصبه ويرديه حمقه، ونحزن كثيرا لوجود مستهزئ بالدين وساخر من الملتزمين به!!
وكم تخسر البلاد حينما تراق الدماء وتنتهك الحرمات وتفسد الممتلكات.. كل ذلك بسبب قلة الفقه في الدين واتباع أهل الباطل ودعاة الضلالة في الشرق والغرب، وحينها نبقى مسرحا للجريمة وموطنا لشماتة الحساد والأعداء.
فهل يعود المخدوعون والمغرورون والمفرِّطون الى رشدهم، ويتقوا الله في نفوسهم أولا وفي وطنهم وأمتهم واخوانهم؟.. هل يحاسب كل من أولئك نفسه ويتقي ربه ويعد العُدة ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من (أتى الله بقلب سليم)!!؟
إنه القلب (السليم) من النفاق والبدعة والاطماع والغلو والتطرف، قلب سليم من الحقد على عباد الله وسليم من حب الظهور وايثار الذات ونزعة التسلط وبخس الناس حقوقهم. حفظ الله بلادنا من كل سوء، وأثاب ولاة أمورنا على كل خير قدموه للبلاد والعباد وهدانا صراطه المستقيم وكفانا شر الأشرار وكيد الفجار ومكر الماكرين إنه سميع قريب مجيب.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved