لا شك أن رقي الأمم وحضارتها تعتمد على ما يقوم به الفرد من ممارسات وينعكس هذا السلوك على مسيرة الشعوب.!
وقد سمعت من بعض المصادر الموثوق فيها أن أحد البنوك في مدينة جدة، أفرادها يمارسون عادة التدخين السيئة، ويسببون الضرر لبعض غير المدخنين.!
وأقف هنا عند هذه النقطة التي بحاجة لشرح وقد سبق أن نشرت في جريدتنا الغراء الجزيرة عن مضار التدخين وما يسببه من بعض المشاكل الصحية الكثيرة.!
فالأفراد الذين يمارسون هذه العادة الضارة قد يسببون الضرر للآخرين، الذين يعانون مشاكل صحية في أجسامهم.
وقد قرأت أن بعض الدول المتقدمة تمنع التدخين منعاً باتاً في الدوائر الحكومية، كما يمنع استخدام العطور النفاذة، لما تسببه من أضرار بالغة لبعض الناس.!
أما ما نراه في دولنا فإنه يدعو للأسف ذلك أننا لم نصل إلى درجة عالية من التقدم والرقي والوعي الكافي. فأغلب الناس يمارسون عادة التدخين غير مكترثين لما يسببونه لأنفسهم وللغير من استنشاق تلك المادة السامة، التي ينجم عنها الكثير من المضار التي لا حصر لها.!
إن آفة التدخين بحاجة ماسة إلى وقفة ودراسة مكثفة من قبل الدوائر الحكومية، حتى يمنع من ممارسة هذه العادة السيئة.!
كما أن الدول المنتجة للدخان تضاعف نسبة (النيكوتين) حتى تزيد من نسبة المبيعات للدول المستوردة وبذلك يتضاعف الضرر والمرض.
إن آفة التدخين التي استشرت في الآونة الأخيرة بحاجة إلى وعي الناس لأن ذلك سبيل إلى الحضارة والرقي للأمم، لأنه يتعلق بحياتهم. فيجب ألا تهدر في أشياء ضارة.!
إني أكتب موضوعي هذا من منطلق الغيرة والحرص، فممارسة عادة التدخين في إدارات العمل الرسمية أمر يدعو لأن أقف لألقي الضوء على هذا الموضوع حتى تمنع هذه العادة السيئة، التي أخذت تتفاقم بصورة غير طبيعية.
إن مضار الدخان يعرفها الجميع والتي تودي بحياة آلاف من الأرواح سنوياً.!
كما أن ديننا الحنيف نهى عن كل ما يضر الإنسان من العادات السيئة مما يؤدي إلى التهلكة، يقول تعالى في كتابه العزيز: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}.
غير أن ضعف الإرادة وغياب الوازع الديني ومحاولة إثبات الذات الخالي سبب وهمي عند الكثيرين في عدم إقلاعهم عنه.!
وقد قرأت خبراً أن التدخين يسرع في التدهور الإدراكي (الاضطرابات العقلية) عند المدخنين مقارنة بالذين لم يدخنوا أبداً.!
وليت الذين يرمون أموالهم في البحر بشراء السجائر، يعون بما وهبهم الله من عقول، ويمعنون النظر بتصور حق، ليروا أنفسهم أين يقفون.
بممارسة بلاء للصحة وإهدار للمال، ولو أنفقت الأموال المهدرة فيما ينفع ولو تصدق بها، لكان في ذلك خير كثير لأمة مسلمة عاقلة واعية، لأن العقل زينة لصاحبه وهو كنز من عطاء الحق لا يثمن بمال الدنيا..
والإنسان السوي دعُي إلى التفكير والتأمل والتبصر، قال تعالى: {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ}.. نرجو الله أن يعيننا على أنفسنا، وأن يهدينا سواء السبيل، وإلى التي هي أقوم!
أتمنى أن يجد صوتي صدى لدى الجهات المختصة لمنع هذه الآفة حتى نصل إلى درجة كبيرة من التقدم والرقي الحضاري.!
|