في المؤتمر العالمي للرعاية الصحية الأولية الذي أنعقد بمدينة (ألما آتا) في عام 1978م أعلن بأن خدمات الرعاية الصحية الأولية هي مفتاح تحقيق شعار الصحة للجميع وهي الوسيلة التي بواسطتها يستطيعون أن يحيوا حياة اجتماعية واقتصادية منتجة. وخدمات الرعاية الصحية هي نقطة التماس الأولى ما بين الأفراد والأسر والمجتمع من ناحية والخدمات الصحية بشكل عام من جهة أخرى وهي الوسيلة التي بواسطتها نستطيع تقريب الخدمات الصحية إلى أقرب موقع يقيم الناس فيه ويعملون، إما مشاركة المجتمع على المستوى المحلي في هذا المجال فإنها تعتبر أمراً في غاية الأهمية سواء أكان ذلك في مراحل التخطيط أم التنفيذ للبرامج المختلفة مثل رفع مستوى الوعي الصحي للمجتمع أو الحفاظ على صحة البيئة والمشاركة في تشييد المراكز الصحية.
وتمشياً مع التوصيات التي خرج بها مؤتمر (ألما آتا) والتي اعتمدتها المملكة العربية السعودية فقد نشطت وزارة الصحة في الدعم وتطوير وتنفيذ برامج الرعاية الصحية الأولية المختلفة مثل التوسع في افتتاح المراكز الصحية بجميع المناطق والمحافظات وكذلك تطوير بعض المراكز الصحية لتصبح أشمل في تقديمها للخدمات وتم تدريب الكوادر الصحية المختلفة العاملة في الرعاية الصحية الأولية.
وللمجتمع حق وواجب في المساهمة أفراداً وجماعات في تخطيط وتنفيذ الرعاية الصحية الأولية وما تبرع الشيخ عبدالله بن سعود بن طالب لإنشاء مركز صحي العمارية إلا مساهمة فعالة تصب في مشاركة المجتمع وعمل فاضل أسأل الله أن يكتب لصاحبه الأجر والثواب وأن يحذو رجال الأعمال والموسرون حذوه حيال دعم برامج الرعاية الصحية الأولية والمساهمة في بناء المراكز الصحية في المناطق والمحافظات ومشاركة الدولة التي تكفل العلاج لكل مواطن في جميع أنحاء المملكة وقد أنشأت الوزارة أكثر من (1835)مركزاً صحياً ونصيب منطقة الرياض (349) مركزاً صحياً وفي الختام اسأل الله العلي القدير أن يجزي كل من تابع عملية بناء مركز صحي العمارية وعلى رأسهم صاحب السمو الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن محافظ الدرعية الذي يتابع باهتمام مشاريع المحافظة عامة والعمارية خاصة والشكر موصول للأستاذ سعود بن عبدالله بن طالب وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على حرصه على تشييد المركز بمواصفات وجودة عالية ومتابعة تبرع والده في الأرض وبناء المركز وأيضاً متابعة مراحل البناء خطوة بخطوة.
(*) وزير الصحة |