Saturday 7th August,200411636العددالسبت 21 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "منوعـات"

وعلامات وعلامات
أرق على أرق!
عبدالفتاح أبو مدين

إن التيسير هو المبدأ والأصل في التقنين الحق، في منهج الحياة والتعامل في شريعة الإسلام السمحة، وما عداه باطل لا يؤخذ به ولا يعوّل عليه، وبهذه القيم تميز الإسلام ودينه الخاتم.. ورأينا في أرض الله الواسعة أن غير المسلمين، أخذوا من هذه القيم وحسنات الإسلام في تعاملهم، بينما المسلمون تحولوا عن منهجهم إلى سيئات غير المسلمين.. ونرى أن من نهج العدل والسماحة في التعامل الكريم من الغربيين، أحسنوا صنعاً في التعامل المثال، ليس مع قومهم وحدهم، وإنما مع كل البشرية، ونحن حولنا اليسر الذي حفل به ديننا الحنيف إلى عسر، وهذا انحراف عن سواء السبيل، وصدق الشيخ محمد عبده، الذي قال عن بعض بلاد الغرب التي زارها: (أخذوا حسناتنا وأخذنا مساوئهم).!
* والشكوى من وزارة الصحة، التي تتعامل بأكثر من مكيال مع المستشفيات والمستوصفات الخاصة، بل الوزارة أصلحها الله تتعامل مع المستضعف ولا سيما في الملحقات بشدة وعنف، كأن بينها وبينهم ثأراً، وأقول إنه من الإنصاف والعدل أن تعين من في الملحقات، لأنهم ضحوا وغامروا لتقديم خدمة علاجية مقابل عائد لا يسمن ولا يغني من جوع، على حين أن المستشفيات الخاصة الباذخة في المدن، لها كل الحقوق والدعم، وهي قادرة وقادرة، أما ما عداها، فله الويل.!
* في مستوصف في منطقة من الملحقات، يسافر طبيب في اجازته السنوية، ولا يوجد غيره، فتتقدم إدارة المستوصف إلى الشؤون الصحية في الغربية طالبة السماح لها باستقدام طبيب زائر مدة غياب الطبيب المجاز، واختارت أن يكون بدرجة- مستشار، لتقديم خدمة متميزة لأيام معدودات، رغم أن ذلك مكلف.. لكن الشؤون الصحية تقول: إن ذلك ممنوع، ماعدا المستشفيات الخاصة والحكومية، وهذا يعني أن ما عداها ليس له حق في الحياة في مفهوم وزارة الصحة.!
* أليس هذا جوراً وتعسفا؟ ويقال لك فيما يشبه السخرية: استعينوا بأحد من الداخل، وهم يعلمون، أن ذلك غير متاح.! ماذا يصنع الناس مع هذا التجبر والتعسير والحرمان من حق مباح ومتاح؟ لا يهم وزارة الصحة أن تخسر مستوصفات تقدم خدمات لمساكين مستضعفين، لأنه لا يعنيها من واقع منطقها المعلن، فهي لا تريد أن تعين في مجال حق وعمل شريف.. ولعل هذا المسلك مما يدفع الناس إلى سلوك الغش والتحايل والباطل، لأن ذلك شائع بين الناس.!
* إن صاحب الحاجة ليس له خيار في هذا التعامل والضيم، إلا أن يرفع يديه إلى السماء، طالباً العون من الحق.. وقد جاء في الحديث القدسي: (فلا تظالموا)، وقال رسول الله الهدى صلى الله عليه وسلم: (من شدّد شدّد الله عليه).! وإلى الله عاقبة الأمور.!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved