Saturday 7th August,200411636العددالسبت 21 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

مستعجل مستعجل
لماذا نحن دوماً (طايرين)؟!
عبد الرحمن بن سعد السماري

من عاداتنا دوماً..العجلة؛ فنحن دوماً طايرين.. لا تكفينا مجرد السرعة العادية.
** في الشوارع نسير بسرعة البرق.. ونقطع الاشارات.. ونطمر الأرصفة.. ونخالف السير.. والأعين (تقادح شرار ندوِّر الطْقاق دُوْرَهَ).
** نُحوِّل شوارعنا إلى ميادين سباق.. لأننا (طايرين).
** وفي الطرق الطويلة.. نحرص على أن (نجيب الطِّبلون).. وإذا وصلنا بعد رحلة الطيران وجدنا ان الوقت واسع..وأنه لا لزوم لهذه العجلة على الاطلاق.. وأن هذه السرعة.. قد يكون ثمنها حياتنا.. فكم من أسرة (قضت) مات كل أفرادها بسبب تهور الأب (السائق).
** في داخل المدينة.. دائماً نحن (طايرين).. وقد يكون الهدف مجرد الشلة أو (الدوران) والتمشية أو ربما (صَكَّهْ بلوت) أو مشواراً عادياً.
** كل هؤلاء الذين يسيرون بسرعة البرق لا يحملون مريضاً في حالة حرجة.. ولا ذهبوا لنجدة شخص.. ولا لعلاج أو إسعاف مريض.. بل هم هكذا.. دائماً( طايرين ومسرعين) و(مْوِلْعين) ولا يدرون.. ما هو السبب؟!
** حتى داخل منازلنا دائماً عجلين؛ فهناك من يأكل وهو (مْبُوبِز) والبعض يرشف الشاي الحار وهو واقف من (صلف العجلة) يشفط وهو ينفخ.
** لا أعرف أناساً ينفخون الشاي أو القهوة أو يقولون وهم يشفطون وينفخون (نِعِْنبو ها البيالة.. ما حرَّها.. مطلعينها.. من فرنّّ؟).. إلا نحن .
** حتى إذا غادرنا فنغادر ونحن (طايرين).. دون ان نلتفت لمواقد الغاز أو الكهرباء فنترك المنزل بسرعة؛ لأننا (طايرين).. ونترك أجهزة تعمل وهي في غاية الخطورة..
** ولأننا دوماً (عجلين ومسرعين.. وأمورنا كلها مؤقتة.. فنحن نتذكر مدارس (الشينكو) التي أصبحت اليوم.. مخابئ للقطط والجراذي.. ومصدراً جيداً للحشرات والزواحف و(بيت بلاش للدشير والسِّمِرْمَدْ).
** وانظروا أيضاً.. إلى كباري (الّتَنك) المؤقتة.. وكم خسرنا عليها من ملايين حتى صارت (تِرِقْل) وأوشكت على السقوط عدة مرات.
** وانظروا إلى بعض المكاتب والمجمعات السكنية والمراكز.. وحتى نقاط التفتيش على الطرق الطويلة.. كلها (شينكو) واخشاب.. وصنادق.. وكأنها تابعة لحظائر دواجن.
** أغلب مشاريعنا على وجه العجلة وكأننا نلاحق أو مطرودون.. بينما نحن مقيمون وليس هناك من يطرد ورا ءنا أو يلاحقنا.
** هناك العديد من الادارات.. شُغْلتها العمل المؤقت.
** زفلتة مؤقتة.. إنارة مؤقتة.. مكاتب مؤقتة.. ومشاريع مؤقتة.. وحتى الموظفين مؤقتين.. (ولا ندري.. متى سيأتي المستديم) ولا اعتقد انه سيأتي.. لأن (كل واحد يبي حَقَّهْ) والمستديم (ماوراه عْراشْ).
** إن مشكلتنا دوماً.. أننا (قلقون) مستعجلون، ولا نريد ان نهدأ .. ولا نريد ان نخطط.. ولا نريد ان تركد أمورنا.
** وكم تورطنا بسبب العجلة.. وكم دفعنا ثمن (الطَّفاقَة).
** بعضهم من شدة السرعة والعجلة.. ينزل للبقالة ويترك سيارته تشتغل.. فإذا رجع.. لم يجد إلا مكانها.
** وبعضهم.. يمشي على رجليه ويصدم في أكثر من عمود.. أو أكثر من شخص قبل أن يصل من شدة العجلة.. ولهذا تجد رأسه لا يخلو من (فَلْقَه) أو (فلقتين) وهكذا جبهته او ركبته.. او كتفه.
** تجد دوماً رُكَبَه متزلطه.. وتجد سيقانه متورمة من أثر السقوط او (الاصطدام لأنه عجل.. او (مَطْفوق) ولا يفيد معه (ترصيص) ولا (وزن) ولا حتى (عِرقاط) على الهامِه) .
** هكذا نحن مع الأسف عجلون.. ولا أدري ما هو السبب؟
** هل جو الصيف الملتهب.. له دور؟
** هل الجو الصحراوي.. له دخل؟
** هل نحن.. هكذا قلقون و(هاذولا ربيعنا) ولا جديد؟
** كم من شخص قد (كَبْ دَلَّه) أو (شات ابريق شاي.. او _(طَب) في وسط تِبْسس أو دخَمَعْ) في طفاية أو (طَوفِرِية) بيالات؟!
** لماذا نحن دوماً.. نصدم الجدران واللوحات وزوايا البيوت و(نِزِلق) في الدرج.. ونركب رؤوسنا في دورات المياه؟!!
** لماذا نحن (مسرعين.. عجلين.. طايرين..) في كل أمورنا؟
** لماذا مشاريعنا مؤقتة.. ووظائفنا مؤقتة.. وحتى وضع بعض شركاتنا مؤقت؟؟!
** هل يا ترى ستتغير أمورنا بعد تغيير مسمى ( مصلحة المجاري) وإدارة المتخلفين. ودار العجزة.. وجمعية المعوقين؟!!
** الله وحده أعلم... وهو الهادي إلى سواء السبيل.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved