منظور تاريخي للثقافة الروسية

فيجز هو مؤلف كتاب (تراجيديا الشعب) عام 1997، الحاصل على جائزة والفسون في التاريخ وجائزة الكتاب من لوس انجلوس تايمز، وهو أيضاً كاتب منتظم في جرائد (نيويورك تايمز) و(واشنطن بوست) و(ملحق تايمز الادبي) وهو أستاذ التاريخ بجامعة لندن.يصف المؤلف انعطافات وتحولات التاريخ الروسي من خلال الأحداث الثقافية والفنية التي جرت منذ تأسيس روسيا في القرن الثاني عشر وقبل بداية القرن العشرين. وقد اتخذ رائعة تولستوى (الحرب والسلام) سبيلاً لعرض هذه الأحداث الدرامية التي عايشها الكثير من معاصري هذه الفترة. وقد أتى عنوان هذا الكتاب من منطلق دعوة ناتاشا روستوف وشقيقها إلى أحد الأكواخ الريفية والذي يملكه عمهما لكي يستمعا له أثناء عزفه موسيقى الفولك الروسية على جيتاره الخاص.
ويركز كتاب فيجز على الأفكار التي شغلت الفنانين الروس في العصر الحديث مثلا عن ماهية (الروسية Russianness)، فقد بحث في الأعمال الفنية والأدبية الخاصة بتلك الفترة كما بحث في حياة مبدعي هذه الأعمال الرائعة التي طالما كان لها تأثيراً عظيماً على الجنس البشري وعلى ثقافاتهم وعلى حياتهم مثل تولستوي وتشايكوفسكي وشاجال وستانيسلافسكي وإستين وآخرون.
كما يعرض لنا أيضا كيف أن الفن الجميل قد تأثر- في هذه الحقبة الزمنية - بالطقوس الدينية الأرثوذكسية وبالأغاني والحرف التي برع فيها الفلاحون آنذاك.
وقد كان للتفاعلات المعقدة الحادثة بين العالم الأوروبي والعالم الروسي تأثير حاسم على الوعي الوطني وعلى كل الفنون في القرن التاسع عشر، فهذا التفاعل هو أحد المميزات الرئيسية التي يتسم بها هذا الكتاب، وهو يساعد على اقتفاء أثر المعلومات الخاصة بثقافة الشعب الروسي.وقد استخدم المؤلف في هذا الكتاب أسلوباً غير أكاديمي ، وضعه بشكل يجعل القارئ مستمتعاً بقراءة كل حرف من أحرف الكتاب، مما جعل هذا الكتاب مرشحاً للمكتبات الأكاديمية والشعبية.
وقد تبنى مؤلف هذا الكتاب المهمة الثقيلة الصعبة الخاصة بإعطاء منظور تاريخي للثقافة الروسية وقد نجح في فعل ذلك، فقد نجح - بشكل معتدل- في ذكر المئات من الأسماء العظيمة بداية من باشكين نابوكوف، مع الشخصيات التي كانت أقل شهرة بالنسبة لعامة الشعب، بالرغم من أنه ذكر نبذة مختصرة عن كُتّاب العصر الفضي - بداية القرن العشرين - مثل بلوك وبيلى. كما ذكر المستقبليين ولكن لم يأت على ذكر ماياكوفسكي.
وفرق فيجز بين بطرسبرج الأوروبية وموسكو الروسية، فذكرت أجزاء كثيرة من كتابه تأثيرات ثقافة الفلاحين والمنغوليين والأرثوذكس على الثقافة الروسية.أما بالنسبة للفصل الذي تحدث فيه عن السوفييت فقد كان فصلاً حزيناً، كما خيمت الكآبة على الفصل الذي تحدث فيه عن ثقافة اللاجئين الروس في برلين وباريس.
ولم يبدُ أن فيجز كان موجهاً عنايته للثقافة الروسية في الأربعين عاماً الماضية بل كان يتناول حقبة زمنية أخرى.