* سيداليا - واشنطن - الوكالات:
شهد قطار حملة المرشح الجمهوري إلى البيت الأبيض جون كيري ليلة الخميس الجمعة مرحلة مضطربة في محطة سكك حديد مدينة سيداليا الصغيرة (ميسوري وسط) التي تدفق إليها أنصار الحزب الجمهوري.
وكان مئات المؤيدين بانتظار جون كيري وجون ادواردز اللذين كانا متجهين غربا في قطار خاص يحمل شعار جولتهما (الإيمان بأمريكا) لكنهما وجدا صعوبة في أسماع صوتهما بعد أن تغلبت عليهما هتافات الجمهوريين. وكان الديموقراطيون يحاولون أسماع صوتهم وسط تجمع صغير رافعين يافطات (كيري-ادواردز) في حين حملت مجموعة أخرى يافطات كتب عليها (بوش- تشيني) و(اسحقوا الثنائي جونز) و(أربع سنوات إضافية) (لجورج بوش).
وقال كيري عبر مكبر للصوت من مؤخرة القطار التي تحولت إلى منصة (تريدون أربع سنوات إضافية لماذا؟ لمزيد من الديون والعجز المتراكم على أبنائنا؟). وأضاف وسط صيحات الاستهجان (بوسعنا أن نفعل أفضل مما نفعل اليوم) ووعد بدعم أبناء الطبقة الوسطى واستعادة الدول الأجنبية إلى صف الولايات المتحدة.
وتابع (لن أرسل رجلاً واحداً إلى الحرب دون خطة لتحقيق السلام) طالبا من الجماهير إقناع أكبر عدد من الأشخاص.
وهذا الحادث الذي دام ربع ساعة قبل أن ينطلق القطار ليس معتادا في بلد يستطيع فيه الناس التعبير من خلال تظاهرات عن آرائهم المختلفة دون حماس.
وهو يأتي في الوقت الذي أصبحت فيه المنافسة على اشدها بين المرشحين بحسب استطلاعات الرأي. وقالت تيريزا كيري زوجة جون (إذا كانت لورا بوش موجودة هنا لكنت وجهت إليها التحية بأدب وأتوقع من كل ديموقراطي أن يفعل الشيء نفسه) وذلك وسط صفير الجمهوريين.
وأضافت (لدينا آرائنا لكننا نحترم الآخرين. استفيدوا من ديموقراطيتكم لان الكثير من الناس في العالم محرومون من الحق في التصويت).
وكان بوش فاز عام 2000 بولاية ميسوري مع 50 % من الأصوات في مقابل 47 % لآل غور. من جهة أخرى قررت مجموعة من الفنانين فيما يشبه سيناريو أحد أفلام هوليوود عاصمة السينما الأمريكية التخلي عن نمط حياتها المترف وتنظيم سلسلة حفلات غنائية في محاولة لتغيير مسار أهم انتخابات في التاريخ الحديث والحيلولة دون فوز رئيس يعتبر على نطاق واسع تهديدا للعالم. لكن هذه الجولة الفنية ليست سيناريو لفيلم فبعد شهور من حشد الجهود ضد الرئيس الأمريكي جورج بوش بأعمال مثل الفيلم (مرشح مانشوريا) الذي تدور أحداثه في إطار سياسي تآمري يبعث عالم الموسيقي والغناء مجموعة من فنانيه في جولة غنائية لها دوافع سياسية غير مسبوقة. وأعلن يوم الأربعاء الماضي عن تنظيم جولة تحت عنوان (صوت من أجل التغيير) وصفتها صحيفة لوس أنجليس تايمز بأنها (من أكثر جهود الفنانين طموحا على الإطلاق للتأثير على سير انتخابات الرئاسة).
ولكن هل ستكلل جهودهم بالنجاح منذ أن أجج بوب ديلان ورفاقه المعارضة لحرب فيتنام في الستينيات تراجعت قدرة الفنانين على التأثير في القضايا السياسية الرئيسية.
ورغم أن هوليوود كانت دائما تميل نحو المعتقدات السياسية التي تميل إلى اتجاه يسار الوسط إلا أنها لم تنجح إلا نادرا في إقناع جمهورها بانتهاج نفس مسارها السياسي. وتقول تشيري باريس أستاذة العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا (هناك فجوة في المصداقية فهم كثيرا ما ينظر إليهم بوصفهم من أبناء الطبقة الراقية الإعلامية الذين يختلف أسلوب حياتهم ومشاكلهم عن المواطن الأمريكي العادي).
ودأب بوش نفسه على وصف انتقاداتهم بأنها سخافات ليبرالية ربما تبدو كفكرة طيبة في أحد أفلام رعاة البقر ولكن ليست لها أهمية كبيرة في العالم الحقيقي.
وقال الرئيس الأمريكي الأسبوع الماضي خلال جولة انتخابية (إنهم يعتقدون أن قلب وروح أمريكا موجودان في هوليوود لكنهما هنا في سبرينجفيلد بميسوري).
|