* فلسطين المحتلة - الجزيرة:
ضمن سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، يبدو أن الاحتلال يتعمد قتل الفلسطينيين، حتى بالانتظار على المعابر والحواجز..، هكذا يبدو المشهد المأساوي على معبر رفح الحدودي بين مصر وفلسطين المحتلة، نساء وضعن مواليدهن تحت أشعة الشمس الحارقة، وأخريات تعرض للإجهاض، وأم فلسطينية وصلت إلى المعبر جثة هامدة، لم يُسمح لجثمانها بالدخول إلى قطاع غزة، لتدفن في مدينة رفح المصرية بعيدا عن الأهل، ودون إلقاء نظرة الوداع على جثمانها..
الجزيرة وصلت إلى المعبر المغلق منذ زهاء الثلاثة أسابيع، لتسأل عن حال أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني محتجزين على المعبر الخارجي الوحيد للفلسطينيين الغزيين، مسؤول أمني بمعبر رفح قال ل مراسل الجزيرة: إن ثلاث فلسطينيات محتجزات على الحدود تعرضن للإجهاض نتيجة إغلاق معبر رفح الحدودي لليوم التاسع عشر على التوالي، مشيرا إلى: أن السيدة صباح جمال، وعمرها 40 عاما، تعرضت، ليل الاثنين الماضي، للإجهاض نتيجة المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون بالقرب من الحدود الدولية، بالإضافة إلى السيدة صباح عبد الوهاب، (32 عاما)، خضعت أيضا لعملية إجهاض بمستشفى رفح المركزي، نتيجة صعوبة الأحوال الناجمة عن استمرار إغلاق المعبر.. ويبدو أن الأم صباح عبد الوهاب كانت حاملا في الشهر الرابع.
ومما قاله المسؤول الفلسطيني: إن فلسطينية ثالثة تدعى نجاح عز الدين، (29 عاما)، تعرضت أيضا للإجهاض بسبب الإرهاق الشديد وذلك بعد أن أجريت لها عملية لزرع طفل أنابيب في الرحم بدولة أجنبية.
وكانت الأم الفلسطينية منى الأسطل قد وضعت يوم الخميس الماضي مولودا على الحدود المصرية مع غزة، وأطلقت عليه اسم (معبر) بسبب معاناتها من طول فترة الإغلاق..
وسيذكر اسم الطفل الفلسطيني (معبر) - العالم بمعاناة شعبه على حواجز الاحتلال.. وكان المخاض قد ألم بالوالدة (الأسطل) بعد احتجازها منذ عدة أيام على المعبر، وتم استدعاء سيارة إسعاف لنقلها إلى مستشفى رفح، لكنها أنجبت قبل وصول السيارة إلى المستشفى، فقرر الوالد إطلاق اسم (معبر) على مولوده في خطوة احتجاجية على ما يتكبده الفلسطينيون من معاناة على المعبر، وكي يتذكر المعاناة التي مررنا بها ويذكر العالم بما تكبده من معاناة جراء إجراءات الاحتلال ، حتى قبل مجيئه إلى الدنيا..
هذا وأكد الدكتور جواد الطيبى، وزير الصحة الفلسطيني ل مراسل الجزيرة: أن عدد السيدات الفلسطينيات الحوامل اللواتي اضطررن للولادة على الحواجز العسكرية الصهيونية بلغ أكثر من (57 حالة ولادة)، مضيفاً أن ذلك أدى إلى فقدان (33 طفلاً) من حديثي الولادة، وقد شكل خطرا على حياة الأمهات الفلسطينيات..
منع إدخال جثمان سيّدة فلسطينية توفيّت في القاهرة إلى غزة ، هذا ورفضت قوات الاحتلال الإسرائيلي، إدخال جثة الأم الفلسطينية يسرا عوض عبد الفتاح(52 عاماً)، التي وافتها المنية في القاهرة يوم الجمعة الماضية، لدفنها في قطاع غزة، بسبب إغلاق معبر رفح البرّي الحدودي، ممّا دفع بأهلها إلى دفنها في مدينة رفح المصرية.
وقال صالح محمود لبّد (57 عاماً)، زوج المتوفاة، وهو من سكان مدينة غزة : إنّه كان برفقة زوجته، التي كانت تعالج في المعهد القومي للأورام بالقاهرة، نتيجة إصابتها بمرض خبيث، وقد توفّيت وتمّ نقلها إلى معبر رفح البرّي تمهيداً لإدخالها إلى قطاع غزة لدفنها في مقابر الأسرة هناك، مضيفا: أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي رفضت السماح له بإدخال جثمان زوجته إلى غزة، ممّا اضطره إلى دفنها بمقابر إحدى الأسر في رفح المصريّة، مشيراً إلى أنّ إكرام الميّت دفنه حسب تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.وناشد الزوج الفلسطيني، الذي فقد زوجته، ولم يستطع دفنها قرب أطفالها في غزة جميع مؤسّسات حقوق الإنسان في العالم، وأصحاب الضمائر الحيّة ومحبّي العدل والسّلام، التدخل العاجل من أجل وقف هذه المعاناة والإذلال والمأساة الإنسانية الكبيرة التي يعيشها الآلاف من الفلسطينيين على معبر رفح البرّي الحدودي، جرّاء إغلاق قوات الاحتلال الإرهابية الغاشمة لهذا المعبر منذ زهاء الثلاثة أسابيع.. هذا وقد استدعت وزارة الخارجية المصرية السفير الإسرائيلي بالقاهرة، وأبلغته احتجاجها الشديد على استمرار إغلاق معبر رفح البرّي الحدودي، وما نتج عنه من عواقب مأساوية لعدد كبير من الفلسطينيين.
وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط: إنّه تمّ إبلاغ السفير الإسرائيلي بأكبر قدر من الحزم، بضرورة أن تراعي إسرائيل مسئوليتها في موضوع تكدّس الفلسطينيين على منفذ رفح البرّي، الذي أغلقته السلطات الإسرائيلية منذ 12 يوليو الماضي.وأوضح أبو الغيط في تصريح للصحفيين مساء الأربعاء، الموافق 4 - 8 - 2004، أنّه بعث برسالة عاجلة إلى أمين عام الأمم المتحدة، مطالباً فيها بأهميّة التدخّل السريع للعمل على إنهاء هذه المسألة الإنسانية والوضع المأساوي في منفذ رفح، موضحا أنّ مصر على اتصال كذلك مع الاتحاد الأوروبي، وأيضاً مع الجانب الأمريكي، مؤكداً أنّ هناك جهوداً تبذل على المستوى الدبلوماسي، كما أنّ الهلال الأحمر المصري على الجانب الآخر يعمل بنشاط، وأن المسؤولين المصريين والجهات المصرية الموجودة في منطقة رفح تعمل بنشاط وتتحمل مسئوليتها تجاه المواطنين الفلسطينيين.وأشار أبو الغيط في هذا الصدد إلى أنّه تمّ إقامة مخيّمات ويتم إمداد المواطنين الفلسطينيين بالطعام والماء والدواء وكل وسائل الإعاشة في إطار الجهد الذي تبذله القاهرة للتخفيف على المسافرين الفلسطينيين..
|