Saturday 7th August,200411636العددالسبت 21 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

المنشود المنشود
لماذا يكرهوننا؟!!
رقية الهويريني ( * )

على الرغم مما حملته أحداث الحادي عشر من سبتمبر بين جوانحها من مآسٍ تضررت منها الشعوب الإسلامية أكثر من غيرها! فلعلها تكون مرحلة التأسيس الحقيقي للفهم واستقصاء أوجه الخلاف والشكوك والآراء من الجانبين (المسلمين والغرب على حد سواء)!
فالمستشرقون من الغرب لم ينصفوا الإسلام عقيدة ولا شريعة، بل لا يزال العالم الغربي يعج بمفاهيم خاطئة عن الإسلام والمسلمين وازدادت هذه المفاهيم عمقاً وانتشاراً بسبب الدور الإعلامي المشبوه لعدد من وسائل الإعلام الغربية التي حرصت أشد الحرص على استغلال أحداث سبتمبر لزيادة مساحة الفهم الخاطىء عن الإسلام والمسلمين! وما نشره المستشرق برنارد لويس -وهو شخصية لها مكانتها الاستشراقية في الغرب- في غضون الأشهر الماضية عبر وسائل الإعلام الغربية من سموم حاقدة ضد الإسلام والمسلمين يظهر بجلاء ما يكنه ضد المسلمين من ضغينة وكره!! ومن المؤكد أن نقص المعلومات عن الإسلام كان وما يزال أشد أسباب جهل الغرب بحقيقة الإسلام، فالشعوب الإسلامية أهملت لسنوات طويلة حتى اليوم التعريف بالإسلام لدى المجتمعات الغربية بالأساليب الذكية والمقنعة، على الرغم من هجرة بعض المسلمين لأوروبا وأمريكا!! وكان حرياً بالعلماء المسلمين المتخصصين وممن لهم مكانتهم في العلوم الشرعية الاتصال بالغرب ومحاورتهم وتزويدهم بالمعلومات الصحيحة، حتى يتم فهم الإسلام من مصادره بدلاً من الاعتماد على مصادر استشراقية اجتهدت فأخطأت، تعمدت، أو عن غير قصد!!
ولعل الاستعانة بالمفكرين المتخصصين من المسلمين في الغرب يجعل من السهولة إيصال الحقائق إلى ساحتهم دون عوائق في اللغة أو حواجز إقليمية، لاسيما ممن اكتووا بنار التفرقة العرقية أو العقدية، فقد يكون باستطاعتهم القيام بهذا الدور بكل اقتدار!
وينبغي عدم تجاهل الفهم الديني المتبادل بين الطرفين المبني على الحقيقة، والذي ينبغي أن يتم بين المتخصصين من الجانبين بحيث يعتمد على احترام الثوابت والمبادىء لكلا الطرفين، وما يترتب على ذلك من توضيح جوانب العلاقة بين الإسلام والأديان الأخرى وأن الإقرار بالأديان والإيمان بالرسل يعد بحد ذاته أحد أركان الإيمان الستة، والتأكيد على أن الإسلام جاء خاتماً للأديان والرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الرسل وأفضلهم، وطرح تلك الايضاحات على الجانب الغربي لفهمها ومعرفة ماهيتها، وفي حالة إصرار البعض منهم على النبذ والتشويه فإنه من الضروري العمل على كشف وتبيان ذلك الخطأ بالحجة والحوار والمناظرة، فإذا كنا نريد معالجة الجهل الغربي بالإسلام، فلابد من تدارك إهمالنا لقضية تشويه صورة الإسلام والمسلمين في الغرب، وأن نكافح إلصاق التهم بمجتمعاتنا الإسلامية. فهل يعرف الغرب -حقاً- أن حجاب المرأة هو أحد أنواع العفاف لها، وأنه كف عن نشر المغريات حفاظاً على السلوك والأمن الاجتماعي أو كما يدعيه بعضهم من أنه إهانة للمرأة فحسب؟ ولو فهموا أنه للسبب الأول لطالبت به المرأة العفيفة ولشجعها الرجل السليم!!
أما على المستوى الإعلامي ففي الغرب مؤسسات إعلامية تنتهج الدعاية والكذب والتضخيم فضلاً عن الاستهزاء بالمسلمين منذ عدة عقود وليس من السهولة مقارعتهم أو التفوق عليهم عبر سنوات قصيرة. ولكن علينا ألا نتقهقر بل نتجه إلى الإعلام الغربي بوسائله المختلفة عبر برامج زمنية -ولو طالت- واستراتيجيات محددة ولو لعدة عقود قادمة كي نصل إلى مستوى المنافسة. فنبذ العنف وتشجيع التفاهم والاحترام المتبادل أمر ضروري ومطلوب. والدفع بمزيد من الكراهية والعداء سيترك آثاراً سلبية على الإسلام والمسلمين ربما أشد من آثارها على الغرب.
والتقارب بين العالمين الإسلامي والغربي واتجاه الجميع إلى تأسيس الفهم الواقعي الصحيح لكل منهما والتخلص من المفاهيم الخاطئة والسياسات الظالمة هو الطريق السليم كي يعيش العالم (الإسلام والغرب) في وئام و.. احترام!!

( * ) ص.ب 260564 الرياض 11342


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved