بصفتي من المهتمين بحضور المنتديات واللقاءات العلمية والثقافية فإني أكتب مقالي القصير عن انطباعي وما استفيده من حضور هذه المنتديات واللقاءات باعتبارها بمثابة مدرسة ذات شمولية متنوعة باختصاصات عديدة تزيد من المعرفة والثقافة العلمية، ولذا فإني أقول بكل صراحة إن المنتديات واللقاءات العلمية والثقافية التي يتبناها كثير من المهتمين بالعلم والمعرفة تعد بمثابة المدارس المفتوحة غير المتخصصة التي يستفيد منها الرواد والحضور على مختلف مستوياتهم العلمية والثقافية والأدبية، ومن ذلك اثنينية الشيخ عثمان الصالح المربي الكبير وأحدية الأستاذ الدكتور راشد المبارك تلك الأحدية التي تعد من أوائل تلك المنتديات واللقاءات التي فتحت أبوابها، وكذلك خميسية علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر - رحمه الله - التي لا تزال تؤدي دورها العلمي والثقافي والتاريخي والجغرافي والأدبي حتى بعد وفاته عندما تبنت أسرته الكريمة هذا التوجه حتى تبقى ذكراه مستمرة (فالذكر للإنسان عمر ثان)، وغيرها الكثير من المنتديات واللقاءات التي يعرفها الكثير من المواطنين الذين يحرصون على حضورها للاستفادة من طرح الآراء والأفكار والمداخلات والتعقيبات المفيدة في مختلف المجالات العلمية والموضوعات ذات الأهمية سواء الاقتصادية والأدبية والتاريخية والجغرافية والعلوم الشرعية والقانونية التي يستفاد منها كمدرسة مفتوحة متعددة الاختصاصات، وهذه المنتديات واللقاءات نتمنى استمرارها بكل نشاط وحيوية وتجديد لتحقق الأهداف التي أنشئت وقامت من أجلها، أقول هذه الخاطرة بعد زيارتي للشيخ المربي الكبير عثمان بن ناصر الصالح الذي مَنَّ الله عليه بالشفاء من المرض الذي عانى منه مدة طويلة، ولقد تناقشت معه في بعض الجوانب وذكرت له عن مهنتي فقال: إذن لابد من أن تدافع عن حقوقنا، وعندما خرجت جاء في ذهني أن أكتب مقالاً عن توقف الاثنينية أثناء فترة مرضه التي ما كان من المناسب أن تتوقف أقول هذا لأخي وصديقي ابنه الأستاذ بندر عثمان الصالح وهو الرائد في تنظيم الاثنينية يبذل قصارى جهده لمساعدة والده في ذلك بل انه وهو الشاب النشط يقوم بدور فاعل وبنشاط في هذا التنظيم والتقديم لكل لقاء بكلمة مختصرة تتضمن التعريف بالمتحدث، والموضوع محل الطرح، لذا فإني أدعو أبناء الشيخ عثمان الصالح وفي مقدمتهم الأستاذ بندر لدوره المميز في استئناف نشاطات الاثنينية بعد أن مَنَّ الله على والده بالشفاء، وأن تستمر كما كنا نعرفها مناسبة علمية وثقافية وأدبية وتاريخية وغير ذلك من مناحي المعرفة لنستفيد منها في كل طرح علمي وما يعقب ذلك من حوارات ومداخلات وتعليقات وأسئلة تتلاقح فيها الأفكار لتخرج بالرأي الراجح في الجوانب ذات الاختلاف في الرأي، وما أكثرها في بعض الطروحات العلمية في كثير من الموضوعات الهامة، ولا شك أن رواد الاثنينية في انتظار استئناف النشاط بعد هذه الإجازة الطويلة نسبياً لتواصل العطاء المتميز المفيد...والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
( * ) محام ومستشار قانوني
|