يبدو جلياً أن القناعات العامة تتجه إيجابياً لتفهم أهمية صناعة السياحة، بل إن فئات من الشرائح الوطنية وخاصة الشابة منها تعدها هماً وطنياً ومسألة تستدعي الالتفات إليها حتى اكتمال جميع مناشطها ومشروعاتها.
وفي مدن كبرى في المملكة يلمس المواطن السائح صيفاً أن مفهوم السياحة قد يعني مشروعات استثمارية ترفيهية تلهث لجني أكبر قدر من الربح في أقصر مدة زمنية من الموسم السياحي، وغياب الحس الوطني من هذا المفهوم، ولعله مفهوم خاطئ لدى هذا المواطن أو ذاك بسبب ما يواجهه من متطلبات تجبره على مزيد من صرف الأموال التي يرى أنها غير مبررة مقابل خدمات لا تمت للسياحة بصلة، أو أنه يمكن أن يكون سائحاً بدونها.
المفهوم الوطني للسياحة لمسته واضحاً في مناطق كثافتها السكانية الكبرى من أبناء الأرض ذاتها، أي أنها ليست مصدر جذب سكاني من مناطق أخرى ولذلك فإن الهم الوطني فيما يعني السياحة واستبقاء الثروات في الداخل وإقناع شرائح شبابية للبقاء في بلدهم والتجوال بين مناطقها ومعالمها السياحية، قد بات هدفاً لمواطني تلك المناطق يستحثون بعضهم لتحقيقه بالقول والفعل، وهذا ما لمسته مؤخراً في زيارة قصيرة لمنطقة وسط المملكة ووجدت فهماً راقياً لمعنى السياحة بين الصغار والكبار ومن المؤسسات الرسمية والأهلية، ومشروعاتهم تؤكد أنهم قادمون ومنافسون أقوياء، وإن جولة سريعة في عنيزة وبريدة وما جاورهما من محافظات لتؤكد أن القادم أجمل وأروع.
|