بعد مدة جاوزت ربع القرن، قدر لي أن أزور منطقة سدير مع الطريق الجديد. وكانت الرحلة سهلة وممتعة للغاية. وعند المقارنة بين الطريقين القديم والجديد أجد أن الفارق كبير لدرجة ليس من السهل معها وصف الطريق في الماضي ووصفه في الحاضر. والمسافرون مع هذا الطريق في السابق كانوا يعانون مشقة السفر حيث صعوبة الطريق وأخطاره بسبب -التغريز- إن جاز هذا التعبير أو بسبب السيول عندما تسيل الأودية التي تعترض الطريق وفي مقدمتها:
1- ملهم.
2- أبا الغويرات.
3- محرقة.
4- دقلة.
5- البسيتين،
وقد كان المسافر يقضي معظم نهاره وليله في الصيف وسط تلك الأودية عندما يقدر لسيارته (التغريز) وكم (بات) المسافر على ضفاف الأودية عندما تسيل. غير قادر على اجتيازها. وهو أمر ليس من السهولة بمكان تحمله لما يترتب عليه من عمل شاق في سبيل إخراج السيارات من الوادي لأي من السببين. وكانت مدة السفر من الرياض إلى آخر نقطة في منطقة سدير تتجاوز في كثير من الأحيان اليوم واليومين.. وقد ذللت تلك المصاعب بوجود هذا الخط الذي تعلوه الكباري التي تتحدى الأودية، حيث جنبت المسافرين مخاطر الطريق. ففي وقتنا الحضار بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل حكومتنا الرشيدة وفقها الله تحت قيادة مليكنا المفدى جلالة الملك فيصل حفظه الله. فإن السفر إلى منطقة سدير أصبح فسحة مريحة. إذ أن المسافة من الرياض إلى نهاية سدير لا تزيد عن ثلاث ساعات بدلا من ثلاثة أيام في الماضي. والذين لم يسلكوا هذا الطريق في السابق لا يتخيلون صعوبته في الماضي مهما كانت قوة خيالهم. والذين سلكوه لا يتصورون ما هو عليه الآن من سهولة وراحة ومتعة وإذا كانت ثمة ملاحظات على هذا الطريق فهي لا تتعدى في نظري أربع نقاط.
الأولى: مفرق عشيرة من حوطة سدير بمسافة ثمانية عشر كيلو متراً أو تزيد وهذه المسافة كبيرة إلى جانب عودة خط عشيرة بمحاذاة خط الرياض أي برجوع إلى محاذاة خط الرياض تقريبا.
الثانية: مفرق تمير. إذ من الممكن استعماله خطاً مشتركاً بين عشيرة وتمير مختصراً طريق عشيرة إلى ما يقارب احد عشر كيلو متراً بدلا من ثمانية عشر، بحيث يتجه خط تمير إلى اليمين وخط عشيرة إلى الأمام من خط تمير. وفي هذا اختصار في المسافة وفي التكلايف، ولا أعتقد أن فيه من الصعوبة مثلما في خط عشيرة الموصل لها من الحوطة.
الثالثة: طلعة العطار وهي في نظري من أخطر ما رأيت في هذا الطريق ويمكن تلافي ذلك الخطر أما بتوسعتها وإما بصرفها من مكان آخر درءا للمخاطر على السيارات وأصحابها.
الرابعة: توسعة الطريق وخاصة الجهات المرتفعة منه وحجبها مع إيجاد مواقف جانبية على نفس الخط. إذ أن الموجود من هذه المواقف قليل جدا بالنسبة لطول الطريق وارتفاعه.
|