في مثل هذا اليوم من عام 1945 تم إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما باليابان وتدمير أغلب مناطق المدينة ومقتل الآلاف.
وقد أصبحت الولايات المتّحدة الدولة الأولى والوحيدة التي استخدمت الأسلحة الذرّية أثناء الحرب عندما أسقطت قنبلة ذرّية على المدينة اليابانية هيروشيما. وبالرغم من أن سقوط القنبلة الذرّية على اليابان قد أدى إلى نهاية الحرب العالمية الثانية، إلا أن العديد من المؤرخين أجزموا بأنها كانت الشرارة التي أشعلت الحرب الباردة أيضاً. ومنذ عام 1940، كانت الولايات المتّحدة تعمل على تطوير سلاح ذرّي، بعد أن قام ألبرت آينشتاين بتحذير الرئيس الأمريكي من أنّ نازيي ألمانيا كانوا يقومون بإجراء بحث في مجال الأسلحة النووية. وفي الوقت الذي أجرت فيه الولايات المتّحدة الاختبار الناجح الأول (قنبلة ذرّية فجّرت في الصحراء في نيو مكسيكو في يوليو 1945)، كانت ألمانيا قد انهزمت بالفعل. ومع ذلك استمرت الحرب ضدّ اليابان في ضراوتها في المحيط الهادي. وقد حذر الرّئيس هاري إس. ترومان، بعض مستشاريه من أن أيّ محاولة لغزو اليابان قد تؤدّي إلى تكبد الولايات المتحدة الأمريكية خسائر جسيمة، وأمر باستخدام السلاح الجديد لإنهاء الحرب بسرعة.
وفي السادس من أغسطس 1945، أسقطت قاذفة القنابل الأمريكية (إنولا جاي) قنبلة تزن خمسة أطنان على المدينة اليابانية هيروشيما. وقد أدى الانفجار الذي بلغت قوته 15000 طن من مادة تي إن تي (ثالث نترات الناتاليوم) إلى تدمير أربعة أميال مربّعة من المدينة وفورا أدى ذلك إلى مقتل 80000 شخص. وقد توفي عشرات الآلاف في الأسابيع التالية إثر الإصابة بالتلوث الإشعاعي. وبعد ثلاثة أيام، تم إسقاط قنبلة أخرى على مدينة ناجازاكي، مما أدى إلى مقتل 40000 شخص آخرين. وبعد أيام قليلة، أعلنت اليابان استسلامها.
ومنذ إسقاط القنبلتين الذرّيتين على اليابان، اقترح عدد من المؤرخين بأنّ استخدام هذا السلاح كان له هدفين: أولا، بالطبع، إنهاء الحرب مع اليابان بشكل سريع والحفاظ على حياة الأمريكيين. كما اقترحوا بأنّ الهدف الثاني كان يتمثل في استعراض السلاح الجديد للدمار الشامل أمام الاتحاد السوفيتي. وبحلول شهر أغسطس 1945، تدهورت العلاقات بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتّحدة تدهورا سيئاً. وكان قد انتهى مؤتمر بوتسدام بين الرّئيس الأمريكي هاري إس. ترومان، والزعيم الروسي جوزيف ستالين، ووينستون تشرشل (قبل أن يستبدل بكليمنت أتلي) قبل أربعة أيام فقط من قصف هيروشيما. واتسم جو الاجتماع بالاتهامات المتبادلة والشكّوك بين الأمريكان والسوفييت. وقد كانت الجيوش الروسية تحتلّ أغلب أوربا الشرقية. وقد أمل ترومان والعديد من مستشاريه بأنّ يؤدي الاحتكار الذرّي الأمريكي إلى منح الأمريكيين اليد العليا في صراعهم مع السوفييت.
وبهذه الطريقة، يمكن اعتبار سقوط القنبلة الذرّية على اليابان الشرارة الأولى التي أشعلت الحرب الباردة.
وعلى الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين قد آمنوا بمدى المميزات التي منحها لهم احتكارهم الذرّي لفرض هيمنتهم على الساحة الدبلوماسية، فقد كان لديهم وقتاً قصيراً لوضع خطتهم موضع التّطبيق. فبحلول عام 1949، قام السوفييت بتطوير قنبلتهم الذرّية الخاصة وبدأ سباق التسلح النووي.
|