اجرى اللقاء / خالد الدوس
* لن ينسى التاريخ النصراوي رئيسه اللامع ورمزه الخالد الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله. هذا الرجل العصامي الذي كان وسيظل أحد فرسان البيت الأصفر الأوفياء الذين نجحوا في وضع الأسس الصحيحة والدعائم المتينة لهذا الصرح الرياضي العملاق الحافل بالانتصارات الذهبية والإنجازات الغالية، حتى غدا (فارس نجد) من مصافِّ الأندية الكبيرة التي اشتهرت بجماهيرها وإنجازاتها ونجومها.
* فعلى مدى 40 عاماً أو تزيد قدَّم الراحل الكثير من التضحيات الجسيمة والعطاءات الجليلة لخدمة رياضة الوطن، فسطَّر التاريخ الرياضي بالمنطقة الوسطى اسمه بحروف بارزة، وكان لزاماً علينا أن نرصد ذكريات هذا الرمز الخالد في ساحة تاريخ المنطقة مع بعض معاصريه من اللاعبين والإداريين، وفي مقدمة هؤلاء الذين تحدثوا عن ذكرياتٍ عمرها أكثر من 40 عاماً ارتبطت (بفقيد الرياضة) مع قائد النصر والرعيل الأول اللاعب سعود العفتان.. الشهير بلقب (أبو حيدر).. فتعالوا نقلب هذه الأحداث التاريخية التي تمخضت قبل أكثر من 4 عقود من الزمن.
ذكريات عمرها 40 عاماً!!
* علاقتي بالأمير عبدالرحمن بن سعود - رحمه الله - بدأت في النصف الثاني من عقد السبعينيات الهجرية؛ حيث كنا مجموعة من أبناء الحارة يزيد عددهم على 20 لاعباً أذكر منهم ناصر بن نفسية وأبناء الجبعاء (زيد وحسين) وعبدالله أمان وفيصل العسيلان وأبناء النزهان وميزرامان وأسماء لا تحضرني الآن، وشكلنا فريقاً بالحي سمِّي ب(شباب النصر)، ظل يلعب أكثر من 4 أعوام بدون صفة رسمية، حتى مجيء حركة تصنيف وإدراج الأندية رسمياً مطلع الثمانينيات، طبعاً كان يقف في دعم الفريق في البداية أبناء الجبعاء الذين تبرعوا بمنزلهم ليصبح مقراً للفريق، وهم اصحاب فضل بعد الله في لمِّ المجموعة.
* وأتذكر أن الأمير عبدالرحمن بن سعود الذي برز كحارس مرمى في معهد الأنجال كان يحضر أحياناً تمرين الفريق في ملعبنا الواقع بالمربع أواخر تلك الحقبة، ثم انضم للفريق لاعباً ورئيساً شرفياً للفريق آنذاك.
الصيد وركوب الخيل أبرز اهتماماته!!
* كان - رحمه الله - مولعاً بحب رياضة الصيد وركوب الخيل؛ حيث شكلت تلك الرياضات أولى اهتاماته بجانب كرة القدم التي برز فيها ونجح في تمثيل منتخب الوسطى للمدارس إبان دراسته بمعهد الأنجال.. وأتذكر عندما كنا نزور الأمير عبدالرحمن بن سعود في ميدان الخيول كان العاملون في الميدان يتضايقون من ذلك؛ لأنهم لا يحبون لاعبي (الكورة). طبعاً الرياضة لم تكن مقبولة عند المجتمع النجدي آنذاك، ودائماً ما يطلق هؤلاء علينا لقب (الكورجيه).. جاء الكورجيه.. وراح الكورجيه..!!
منذ عام 78 - 79 رئيساً شرفياً
* أتذكر عندما كان أبو خالد يحضر تمارين الفريق من وقت لآخر وبدأ قلبه يتسع حباً له انضم إلينا لاعباً ورئيساً شرفياً.. لكنه لم يرشح نفسه بصفة رسمية للرئاسة في ذلك العام 78-1379هـ، وكان مقر النادي يوم كان يقبع في الدرجة الثانية بيتاً طينياً مقابل أول مقر لنادي الهلال في حي الظهيرة، وهو أيضاً بيت طين ملاصق لمقر النصر لا يفصله غير ممر بعرض مترين تقريباً، ثم انتقلنا لمقر ثانٍ عبارة عن شقة تقع في عمارة يمتلكها الأمير عبدالرحمن بن سعود، ثم انتقلنا إلى شقة أخرى في شارع الثميري ثم إلى شارع الخزان.
الزيارة التاريخية
* بعد تصنيف وإدراج الأندية رسمياً وانتقالها من وزارة المعارف إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عام 1381هـ فكَّرنا كمجموعة من اللاعبين في القيام بزيارة خاصة للأمير عبدالرحمن بن سعود في منزله وبالفعل قمنا بزيارته ؛ حيث قابلنا بكل بشاشة وتواضع كما هو ديدنه، وأتذكر طلبنا منه تولي الرئاسة الفعلية للنادي لحاجة الفريق لرئيس يقوده بعد تصنيفه رسمياً. طبعاً طلب - يرحمه الله - مهلة للتفكير، وبعد أيام عزمنا أبا خالد في مقر النادي بحي الظهيرة، تكفل بهذه الوليمة عدد من الإداريين واللاعبين أذكر منهم عبدالله مختار وعبدالله العمران وهما من الإداريين المخلصين وكانت لهما أدوار كبيرة في مسيرة النصر في بداياته الرياضية.
وبالفعل حضر - يرحمه الله - ولبَّى الدعوة؛ حيث شكلت هذه الوليمة نقطة تحول؛ فقد أعلن أبو خالد موافقته رسمياً لرئاسة النصر بعد انتقال الأندية إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عام 1381هـ.
إضافة نوعية!
* بعد استلام الأمير عبدالرحمن بن سعود دفة الفريق رسمياً حضر للتمرين ومعه الكور والملابس، ووضح جلياً اهتمامه القوي والمباشر بالفريق بعد توليه سدة الرئاسة رسمياً؛ فقد كان يتابع التدريبات شبه يومياً، طبعاً كانت التمارين تقام خلال تلك الأيام الماضية في حي الفوطة؛ حيث اتُّخذت أرض فضاء تم تسويرها وتم توفير كافة المستلزمات المطلوبة للفريق وللاعبين من ألبسة وأحذية، وكل هذه الأشياء كان يقف خلفها رمز النصر - يرحمه الله - الذي شكل دعماً قوياً وإضافة نوعية للمسيرة الصفراء.
الأصفر انطلق من الثانية!!
* حرص على أن يصنَّف النصر ضمن أندية الدرجة الثانية (الأولى حالياً) حتى يبني فريقاً من الصفر ويولد ولادة طبيعية من الدرجة الثانية. ومن هنا لعب النصر في هذه الدرجة ثلاثة أعوام متتالية، حتى صعد لأول مرة عام 1384هـ؛ حيث كسب بطولة المملكة للدرجة الثانية عام 1383هـ بعد فوزه على بطل مكة فريق الشباب بهدف سجله زميلي المهاجم ميزرامان، ولا شك أن صعود الفريق بقيادة الأمير عبدالرحمن بن سعود خلال فترة بسيطة من توليه الرئاسة يؤكد حسن تخطيطه.
النصر التعاوني
* قبل صعود النصر للدرجة الثانية تم دمجه مع فريق التعاون الذي كان تابعاً للبنك الأهلي، وأغلب أعضائه من موظفي البنك طبعاً. بعد دمجه مع النصر باسم النصر التعاوني استفاد النصر فقط عن 6 لاعبين أبرزهم الكوتش وقنديل رضوان وحمد الباحوث. ومع مرور الوقت تقريباً سنتين أو ثلاث تقريباً تم إلغاء التعاوني والاكتفاء بالنصر؛ حيث حرص الأمير عبدالرحمن بن سعود على إلغاء الاسم القديم والاكتفاء بالنصر، وأصبح الفريق مشهوراً باسم النصر بعد اعتماده من مكتب رعاية الشباب في الثمانينيات.
دعم الأصفر بأبرز النجوم
* عقب صعودنا كان تخطيط (أبو خالد) في جعل النصر فريقاً منافساً، لذلك أقام - يرحمه الله - معسكراً طويلاً بالمنطقة الشرقية قبل بداية الدوري؛ ثم نجح في تعزيز صفوف الفريق بعدد من نجوم الكرة بالمنطقة الشرقية؛ أمثال: أحمد الديني - رحمه الله - وعثمان بخيت وحمندي والفنسي، وهؤلاء بالتأكيد استفدنا منهم كثيراً، خاصة المهاجم الفذ أحمد الدنيني - رحمه الله- الذي سجل نجاحاً باهراً مع الفريق.
* وأتذكر أول مباراة لعبناها في دوري الكبار كانت ضد فريق الهلال في ملعب الصايغ عام 1384هـ، طبعاً الهلال بسمعته وشهرته يقابل النصر الصاعد حديثاً، بيد أن التحضير النفسي الجيد والإعداد الرائع من الأمير عبدالرحمن بن سعود مكَّن النصر من تحقيق نتيجة مشرفة.. فبعد تقدُّم الهلال بهدف سجله مدافعه سالم إسماعيل أدركنا التعادل بواسطة المهاجم أحمد الدنيني لينتهي اللقاء بالتعادل. وهذه النتيجة بلا شك منحتنا الثقة المطلقة على مجاراة الفرق الكبيرة الأخرى التي نجحنا أمامها وسجلنا أفضل المستويات في أول تجربة في الدوري. ثم بدأنا في المنافسة بعد ذلك.
أبو خالد جلب الإثارة لرياضة الوسطى!!
* صحيح أن الفرسان الثلاثة الشيخ عبدالرحمن بن سعيد والشيخ محمد الصايغ والشيخ عبدالله بن أحمد من المؤسسين الفاعلين الذين أوجدوا الكرة بالمنطقة الوسطى ونهضت على أكتافهم، ولكن يظل الأمير عبدالرحمن بن سعود الأب الروحي لهذه الرياضة، ويكفي أن (أبو خالد) جلب وسائل ومواطن القوة للعبة كرة القدم بالمنطقة الوسطى.
الوفاء من طبعه!
* شهادتي في الأمير عبدالرحمن بن سعود مجروحة، وستظل ناقصة؛ فقد ضحَّى (رمز النصر) بالكثير والكثير من أجل إعلاء شأن ناديه، وقد عاصرته قبل أكثر من 45 عاماً ووجدته بالفعل من الرجال الأوفياء والمخلصين الذين عملوا بلا ملل أو كلل، كان رجلاً جُبِل على الطيبة المتناهية، ووفياً مع أبناء اللاعبين الذين خدموا للشعار الأصفر، وأتذكر أنه خصَّص راتباً شهرياً لعدد من اللاعبين الذين كانوا يعانون من ظروف صعبة، وكذا مدرب الفريق الراحل أحمد عبدالله - رحمه الله - الذي صعد النصر تحت إشرافه (فنياً)؛ حيث كان يصرف له راتباً شهرياً وقدره 220 ريالاً، وأتذكر كان أمين الصندوق آنذاك الاستاذ محمد مختار.
شعار شبه الجزيرة!
* يعتبر فقيد الرياضة السعودية ورمز النصر الكبير أول مَن غيَّر شعار الفريق، ففي الوقت الذي كان شعاره عبارة عن علامة النصر فكتري (7) نجح أبو خالد في استبداله ليحمل شعار شبه الجزيرة العربية، وأصبح الفريق يلعب بهذا الشعار حتى الآن.
سر (روح النصر)!!
* شارة القيادة تحتاج إلى لاعب شديد يتكلم مع اللاعبين في الملعب ويوجههم إلى جانب القصور أثناء المباراة، ويكون حازماً لا يعرف التهاون وهذا استفدته ككابتن للنصر من (أبو خالد)، فإدارة هذا الرجل الحكيمة غرست في نفوسنا حب وعشق النادي والإخلاص له، ولا غرابة عندما تجد لاعبي النصر يتميزون في الملعب بروحهم القتالية وأدائهم المؤجَّج بالحماس واحترام قائدهم، فالأمير عبدالرحمن بن سعود - رحمه الله - كان يملك قدرة بارعة وأسلوباً فريداً في شحذ هِمَم اللاعبين وبث روح النصر في وجدانهم، وهذه إحدى أسرار تميزه ادارياً.
مدرسة متعددة الجوانب
* الحديث عن شخصية رياضية بحجم ومكانة وثقل عبدالرحمن بن سعود بلا شك يطول ويتشعب، فهذا الرجل عاصرته إبان المرحلة التأسيسية للمسيرة النصراوية، فكان بحق وحقيقة عملة نادرة في إخلاصه وتضحياته، ويكفي أنه - رحمه الله - وضع البذور التأسيسية الصحيحة لهذا الكيان العريق، وقدم الكثير من الأعمال البطولية والخدمات الإنسانية لأبنائه اللاعبين التي امتدَّت لأُسرهم. كانت الظروف المعيشية في تلك الأيام صعبة، فكان الراحل ينفق بصورة سرية دون أن يعرف أحد، ويساعد المحتاجين بالنادي. ولا غرو من ذلك ف(أبو خالد) يحمل في شخصيته كل سمات الخير والعطف والحنان!! ويكفي روحه الطيبة ويده السخية التي أنفقت بلا حدود ونفسه الكريمة.
خبر مؤلم
* بلا شك تلقيت خبر وفاته يوم الخميس بعد ساعات قليلة من حدوثها، والحقيقة أصبت بصدمة وذهول. صحيح أن الموت حق؛ حيث كنت قبل فواته بأسابيع قلائل زرته في المستشفى العسكري والتقيته، وغمرني بحفاوته وترحيبه، خاصة أنه - رحمه الله - يقدِّر اللاعبين السابقين، وأنا أحب هذا الرجل. أذكر عندما زرته في المستشفى كنا نتحدث عن النادي، وقام وصلى معنا المغرب، ثم ودَّعته ولم أكن أعلم أن هذا الوداع هو الأخير. تغمده الله بواسع رحمته، فرحيل هذا الرمز خسارة كبيرة للرياضة السعودية، ولكن عزاؤنا سمعته الطيبة وأعماله الإنسانية التي جعلته رجل محبوباً عند الصغير والكبير.
**********
أبو خالد ألبسني «بشت الوفاء»!
* من الذكريات التي لا أنساها عن الفقيد عام 90-1391هـ أتذكر لعبنا ضد فريق الشباب لقاءً ضمن لقاءات الدوري في ملعب الصايغ؛ حيث كنا متقدمين بهدف حتى قبل نهاية المباراة بدقائق، المهم في إحدى الكرات الهوائية تعرضت لضربة قوية في الرأس من مهاجم الشباب خالد سرور، وحصل شج ونزف الدم بغزارة، طبعاً كان الجو بارداً، وأثناء نقلي لخارج الملعب لتلقِّي العلاج نهض الأمير عبدالرحمن بن سعود - رحمه الله - من كرسيه واتجه إليَّ وهو يحمل (بشته)، ولبرودة الجو وصعوبة الإصابة قام بإلقاء البشت عليَّ، وتدثرته والدم ينزف عليه؛ حيث حرص - رحمه الله - على الاطمئنان على صحتي في لفتة أبوية غير مستغربة من رجل جبل على العطف والحنان، وهذا الموقف لا يزال في ذاكرتي، ولا يمكن نسيانه؛ لأنه كشف طيبته المتناهية وإخلاصه لأبنائه اللاعبين، تغمده الله بواسع رحمته.
********
70 ألفاً لكل لاعب
عبد الرحمن بن سعود كرم «6 لاعبين» جماعياً
* استمررت في الملاعب حتى عام 1393هـ، وفي الواقع غمرنا أبو خالد بوفائه ومواقفه الأصيلة عندما أقام نادي النصر برئاسته مهرجان اعتزالٍ جماعي لستة لاعبين دفعة واحدة، وهم: سعد الجوهر وأحمد الدنيني وناصر كرداش - رحمهم الله - وسعود العفتان وجوهر مرزوق وعثمان بخيت، وكان نصيب كل لاعب من ريع ذلك المهرجان الذي أقيم في النصف الثاني من عقد التسعينيات 70 ألف ريال. وبالمناسبة نادي النصر يُعتبر من أكثر الأندية تكريماً لأبنائه اللاعبين خلال مسيرته الرياضية التي شارفت على العقد الخامس. وهذا التميز يقف خلفه رجل أصيل وشهم عشق النصر حتى النخاع الأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود رحمه الله. وعِشْق (أبو خالد) لفارس نجد لم يكن وليد اليوم، فهذا العشق نما في جوانحه ووجدانه منذ الوهلة الأولى التي دخل فيها بوابة النصر وأعلن ترشيح نفسه لرئاسته، قبل: أكثر من أربعة عقود من الزمن، فهذا الرجل بذل الشيء الكثير والكثير وضحَّى بوقته وصحته وماله لخدمة كيانه. أتذكَّر من المواقف التي تدل على تضحياته.. عسكرنا في مقر النادي في شارع الخزان عام 92-1393هـ قبل أحد اللقاءات الحاسمة، ولأهمية المباراة وحرصه - رحمه الله - على تهيئة اللاعبين وإعدادهم بصورة جيدة سهر مع مجموعة من الإداريين عند باب النادي حتى الصباح؛ حيث فرش السجاد وجلس مع مجموعة من الإخوة الإداريين وبعض محبي النادي، وكل ذلك خشية أن يتعرض اللاعبون للإزعاج بالأبواق من بعض المشجعين أثناء مرورهم قرب النادي. انظر إلى أين وصلت درجة التضحية والعشق الكبير الذي جسده أبو خالد - رحمة الله عليه - لناديه.
****** *
«الرئيس» أعادهم بطريقته الخاصة
( الاتحاد ) خطف أبرز نجوم النصر..!
* المشاكل الفنية والإدارية ظاهرة تحدث في كل أندية العالم، والأمير عبدالرحمن بن سعود - رحمه الله - رجل يعشق الرياضة، وحب كرة القدم يجري في دمه.
* أتذكر أن النصر أيام كان يلعب في (الثانية) كاد يتعرض للشتات والضياع لولا الله ثم جهود (أبو خالد) طبعاً. فنظام التثبت والتصنيف آنذاك كان يلزم لاعبي الأندية بالتوقيع في كشوفات أنديتهم بصفة موسمية إذا رغب الاستمرار.. فبعد خسارتنا أمام نسور الحجاز وفقدان بطاقة الصعود عام 1382هـ تعرض عدد من لاعبي النصر لإغراءات من نادي اتحاد الرياض قبل حلِّه مقابل التوقيع في كشوفاته، وقام كل من ناصر كرداش وميرزامان وعبدالله أمان (أبرز نجوم الفريق آنذاك) بالتوقيع؛ مما أثار حفيظة بقية اللاعبين احتجاجاً على رحيلهم بحكم أنهم الأقدم والأبرز، وبالتالي تعرض النصر لمشكلة فنية كادت تعصف بمستقبله لولا الله ثم جهود ودور الأمير عبدالرحمن بن سعود الذي نجح بذكاء وحكمة في احتواء هذه المشكلة وإعادة اللاعبين لناديهم الأصلي طريقته الخاصة.
**********
«الراحل» حول الجماهير الشبابية للنصر!
* شكَّل التنافس بين الشقيقين الشباب والهلال قمةً قبل صعود النصر، وذلك نظراً لقاعدتيهما الجماهيرية العريضة.. ففريق الشباب صاحب لقب أول نادٍ يتم تأسيسه بالمنطقة الوسطى، كان يضم لاعبين بارزين أمثال صالح عدني ونادر الحسن ونادر العيد، وبالمقابل جاء نجاح الهلال وحصوله على البطولات ولا سيما كأس الملك عام 1381هـ الذي عزز قاعدته الجماهيرية. وبالتأكيد جاء صعود النصر ونجاحه من بعد منتصف الثمانينيات بقيادة هرمه الكبير (أبو خالد) شكل له قاعدة جماهيرية؛ حيث نجح في سحب أغلب الجماهير الرياضية بالمنطقة الوسطى، خاصة تلك التي كانت تنتمي للشباب بعد تدهور (شيخ الأندية) وتضعضعه، لدرجة أنه دمج مع نجمة الرياض عام 1388هـ، ساهم ذلك في تحويل أغلب تلك الجماهير لصالح النصر الذي قاده (رمزه) بحنكته الإدارية وخبرته الرياضية للوصول لمنصات الذهب والتتويج..!!
|