Friday 6th August,200411635العددالجمعة 20 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "سين وجيم"

عد إلى والدك عد إلى والدك

* س: - لي والد غريب الأطوار، كنت معجباً به قبل أن أراه وأهابه قبل أن أراه، فراق دام (عشرين سنة) بسبب وفاة والدتي مبكراً، وأنا في الثالثة من العمر فتربيت عند (جدتي) (وأخوالي)، وفيما زرت الوالد بعد (20) عاماً شيئاً فشيئاً تضاعفته، فسمعته وأخباره هائلة مهيبة، لكن على أرض الواقع ضعيف، فمن صفاته- حفظه الله- التناقض.. الكذب.. الادعاء التهويل، وهذا اكتشفته بعد صحبة لم تدم، فبسبب ضعفه الشخصي انحرفت، ولم يعد يهمني بل سرحت ومرحت على ما أريد،
فقط (يهدد) و(يخوف) و(يراقب) و(يقطع) الصلة والعلاقة بيني وبينه،.
تزوجت أو تحررت، فاصطدمت بالواقع الذي لم أكن أتوقعه خمس سنين بعد الزواج راحة وفسحة ومتعة، لكن الزوجة اكتشفت أنني مستهتر أو لا أبالي يعني على (كيفي) اكتشفت أنها تلعب من ورائي يقولون عني: ذكي، قوي، فاهم جداً لكن تبين لي عكس ذلك
صورة والدي- حفظه الله- أمامي دائماً وهو ينصح، ويهدد، ويقطع الصلة ويسب دائماً هي: أمامي لم أدرك أنها جنة إلا بعد تحرري واصطدامي بالواقع واقع الحياة الذي كنت أظنه لي لا علي لم يبق لي شيء- ماذا أفعل؟
ع.ل.م.أ.. الرياض
*ج- سؤالك هذا أو مشكلتك ليست واحدة، فأنت جمعت أشياء في شيء فلم تفصل بين حياة وحياة، وواقع وواقع آخر، إنما رحت تسرد حياتك باختصار شديد سرداً، وأنت هنا تقذف بالغيب من مكان بعيد
والدك ليس ضعيفاً ليس متناقضاً، وليس متردداً إنه هو هو قوة وهيبة،
كنت مرة مع أفراد الأسرة نشاهد فلماً عن: الأسد نشأته حياته صيده جريانه افتراسه نومه يقظته قيامه قعوده.. إلخ..،
في وقت الظهيرة عدا شبل صغير إلى: -ظهر- الأسد- وذيله- ورقبته ينشب فيه أظافره وينشب فيه أنيابه،
والأسد (الأب) يتأوه ويتألم ويحاول إبعاد: جروه الشبل، لكنه مشاكس أو معاند أو لا تهمني أو لا يهمني أحد، فما كان من الأسد إلا الهرب بعيداً عن شبله المغرور، وإلا فضربة واحدة من يسراه تجعله في عداد: أخبار كان، لكن لا، والشبل من تصور حيواني نفسي تصور الحياة هكذا، ولم يفسر وما يكون له ذلك أن يقارن، أو يفسر، لماذا والده تهابه الضواري والعوافي، وتجامله وتحاول كسب وده، وفيما عدا على الشبل في عرين والده في غيابه أسد آخر جائع التقطه فازدرده أنت أنت هذا: (الشبل)،
فأنت: ذكي لماح فاهم جداً كما تقول، لكن كل ذلك في طريق نظري فقط، وكنت تظن أنك ابن بجدتها في الحياة، فلما تحررت، كما تقول واصطدمت بالواقع العملي البيت الزوجة، العمل العلاقات الخاصة والعامة حينما اصطدمت بالواقع ذُهلت، وأنت الذي لعلك تسير أو تقود شلتك من الشباب إلى السهر والمجون،
لا- عفوا- كلا: والدك ليس: ضعيفاً، لكن رأى آثار تربية الجدة والأخوال، حاول جاهداً تربيتك وصدك حتى وأنت في العشرين من العمر (فعمرك العقلي) صغير وفاقد الشيء لا يعطيه
دع الشك في الزوجة، ودع عنك العبث في الحياة والعبث في العمر، وحاول فقه الحياة من خلال صدق التوجه الى الله سبحانه وتعالى بوعي تام وإيمان عملي صالح مثمر،
عد إلى الوالد سنداً ووزيراً وخادماً تلمس رضاه تلمس عفوه، وما ذكرته عنه من صفات، فلعلك سبب ذلك بعقوقك، واستهتارك وعبثك،
عد إليه بعقل وحكمة، وفهم سديد ودع عنك: (ذكي فاهم جداً) (فما يوم حليمة بسر) وعلى نفسه جنى الشبل.
هل أدركت هذا ووعيته إذاً إليك مايلي
قراءة سورة: يوسف صلى الله عليه وسلم
قراءة سورة: الإسراء
قراءة سورة: النور
لكن بتمهل وروية وعمق وتعبد لله سبحانه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved