Friday 6th August,200411635العددالجمعة 20 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

د. إبراهيم نتو معقباً على د. الحبيب: د. إبراهيم نتو معقباً على د. الحبيب:
لا تقلْ: (إيميل) .. بل فضلاً قلْ: (بَرِيدُون)

عرّج الأخ المعطاء الدكتور عبدالرحمن الحبيب في مقالته الأسبوعية في جريدة الجزيرة (الاثنين، 15من جمادى الآخرة 1425 هـ .. 2 من آب - أغسطس 2004م) .. فطرق باباً يمس لغتنا العربية، وقام الدكتور بذكر اسمي في مقالته تلك ونوَّه باقتراحي - منذ سنين - لاستعمال لفظة (بريدون) ، محل (إيميل) ، .. فله الشكر الوافر.
وهنا أود أن أتنادم مع عموم القرّاء الكرام.. عن مقترحي - (بريدون) - ليأتي بديلاً من العبارة المطولة (البريد الإلكتروني) .. وبالتأكيد بديلاً عن الكلمة الأجنبية المنكلزة (email) .. التي تصعب هجاءتها (.. إذا ما أردنا تشكيلها صحيحةً في الكتابة العربية!) ودعني أسارع هنا بالقول بأني ليس لدي - البتة - أي مشكلة مع لفظة (إيميل- email) .. إلاً في صعوبة تشكيلها عربياً.. فيما أعرف.
لكني أطلب هنا - متحدياً - كل متمسك بكلمة (إيميل- email) .. أن يتكرم فيُشكِّلها.. كتابةً.. وخاصة تشكيل حرف الياء الثاني في تلك الكلمة!فالمشكلة تبرز تحديداً حين محاولة تشكيل الياء الثانية في (إيميل) ، ..حيث يلزم كتابتها كما في نطقها بالطريقة (الممالة) .
وياء (الإمالة) هنا هي ما نسمع به في:
* فينك؟ - وينك؟
* ليه؟.. و (من غير ليه!)
* كيك، (= كعك)
* بيك (اللقب المستعمل في بلاد الشام مثلاً..)
* هيك!
* .. إلخ
كما وقد نوه الدكتور (الحبيب) في طيات مقالته في جريدة الجزيرة بكلمة (مرسال) .. ولا بد أنه تذكر محاولة حاولها - منذ أكثر من سنتين - أخ كريم في جامعة البترول التي كنت عميداً فيها (قبل 28 سنة - خلوها في سركم!)
لقد كانت محاولة الزميل في جامعة البترول هي أن نقول: (مرسال) .. وأصلها - كما هو واضح - في الرسائل والمراسلة ومشتقاتها، ويا مرسال المراسيل...
لقد قمت حال تبليغ ذلك الأخ إياي بلفظته المقترحة.. قمت ف (بَرْدنتُ) له، ..بعثت إليه بمرسال - رسالة بريدونية مني، مهنئاً ومبايعاً.
إلا أنه - هو كذلك - لم يجد من يسانده. ولم ألاحظ قط، ولا مرة واحدة، أن التقطتها وسائل الصحافة والإعلام بأنواعه.. لترويجها وتحبيب الناس فيها، بل بقيت تلك الكلمة اللطيفة (مرسال) في حاسوب الزميل، ولربما لم تجد طريقها حتى إلى بقية الحواسيب في نفس الجامعة في روابي الظهران العتيدة!
ويبدو ان معظم الناس بقوا (مستحْلِين) - مستلطفين خواجية وطرافة الكلمة (المستوردة) و (بتاع بَرَّه) .. EMAIL!!
نعم، من الواضح جداً أن معظم (إن لم يكن كل) من سمعته ينطق EMAIL تجده ينطقها بالدقة والجودة (افرنجياً) ، بل وتجده يُحسن نطقها تماماً وكأنه يعلم أصلها وفصلها (.. وأنها قادمة أصلاً من الكلمتين الانكليزيتين: Electronic Mail) لكني، وإلى الآن، انتظر من يرغب في أن يشمر عن أنامله - لا عن مجرد أشداقه - فيتكرم بكتابتها لي، مُشَكلةً! ففي إملائها الحالي، تتطابق لفظة (إيميل) مع الاسم الفرنسي العلم المشهور..(إيمِيل) (Emile) كما استعملها جان جاك روسو مثلاً؛..أو كما في اسم (إيميل لَحُّود) .. (و صيغة مؤنثها في (إيميليا) ، ..إلخ)لقد قررت الجمهورية الفرنسية في 9 من يوليو من العام الماضي (2003م) منع استعمال كلمة (email) منعاً باتاً في المراسلات الرسمية في كافة أنحاء الجمهورية، وقررت استخدام لفظة فرنسية مركبة، لم تكن موجودة قبلاً، ألا وهي (courriel) ولقد استنبطوها عندهم من (courrier) + (electronique) .
والعجيب أنك ترانا - عبر الأيام والسنين - نتسامع بمقولتنا المكرورة التي تحمل الإعجاب إلى حد الغيرة من الفرنسيين.. وتجدنا نشيد ب (حرص الفرنسيين على ثقافتهم..) - و (اعتناؤهم بلغتهم) ..إلخ ثم ترانا - بشيء من الانفصامية - نراكض وراء (الخواجاتية) .. حتى ولو لم نجد ما يضطرنا إلى الركض والهرولة.
في أيام جدي، كان قد بدأ الناس في مكة المكرمة استعمال لفظة (الأتومبيل) .. إشارة إلى (السيارة) .. (بل أن بعض أولاد الحارة نطقوها (الطُرونبيل) !) ، فتصور حالنا اليوم لو أننا استمررنا في مماحكة..ضد استعمال كلمة (سيارة) .ويبدو أن لن يستغني عموم الناس عن كلمة email (الأجنبية المنêلزة، ولو أنها ليست مفرنسة- مفرنجة)..و لن يحل محلها بديل عربي أو معرب أو مستعرب.. إلى أن تنبري جريدة معتبرة في منطقتنا العربية (أو إلى أن تقوم مؤسسة بحثية أو إعلانية تجارية) ...ولهذا، قد تبقى كلمة email هي أُوتومبيل - طُرومبيل زماننا..!!فمقترحي استعمال (بريدون) (وهي -كما يسهل تصوره) لفظة مركبة من (بريد) + جزء من (اليكترون) = بريدون، على وزن تليفون.

د. إبراهيم عباس نَتّو
Dr.Ibraheem A. NATTO
P.O.Box 28765 BAHRAIN
الموقع http://member.tripod.com/ natto2000/htm


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved