Friday 6th August,200411635العددالجمعة 20 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

صراع الحياة..! صراع الحياة..!
سلوى أبو مدين

هكذا هي الحياة, تسحق الناس بدوامتها اليومية، وهم يلهثون وراء لقمة العيش من أجل حياتهم.. ينتصرون تارة وتغلبهم أخرى, ويحاولون بقدر المستطاع تأمين التزاماتهم التي تتكاثر يوماً بعد آخر.. فهي أشبه بطاحونة تدور دون توقف.!
وهذه الظروف والحياة برتابتها تؤدي بالكثير من الأفراد إلى القلق والاكتئاب، ربما لأنهم لم يجدوا الحياة الاجتماعية والاقتصادية التي تقنعهم من خلال تضاؤل فرص العمل مما يحد من طموحهم.!
وما زالت هناك شرائح من فتيات شتى في عمر الزهور يُدمنَّ على استخدام أقراص المهدئات.. لأن الغالبية منهن اضمحلت أحلامهن نتيجة لظروف وضغوط حياة قاسية، وساهمت في ذلك الأسرة التي لم تفتح باب الحوار بين الجيلين, فانتاب بعضهن الهواجس والإحباط وراجعن العيادت النفسية والعصبية.. وأُخريات طرق بابهن الأمل في الحياة لأنهن لم يواجهن ظروفها القاسية فرسمن طريق المستقبل بأزهار ذات رحيق أخَّاذ وعند تخرجهن أيقنَّ ان هذا البستان الذي وضعن غراسه فيه، ما هو إلا صحراء قاحلة لا تنبت سوى نبتة الصبار فانهرن وتمزقت أحلامهن.!
وهذه حال الشباب الذين أدمنوا العبث والسهر مع رفقة السوء لينسوا واقعهم الذي يحبونه.. ولعلهم أوهموا أنفسهم بأنهم في سعادة غامرة، مع تلك الصحبة، ولم يجد النصح الذي سمعوه، لأنه كان بعيداً عن واقع الحياة، فمضوا عبر أيامهم بحياة تبدأ برشفة دخان وتنتهي بالإدمان! هذه بعض من الصور التي تراءت لي وسمعت أغلبها من أصحابها.
فالفتاة بين أسرتها تفتقد لغة الحوار والباب بينهما أصبح موصداً، فرب الأسرة انشغل بمسؤوليات أخرى وكذلك حال الأم.!
وهذا كله عبر صراع الحياة, وأغلب ضحاياها، أناس فقدوا الإحساس بالأمان من أسرهم, فوقعوا تحت ضغوط ظروف معينة تعرضوا لها.!
وأكثر الحالات التي تؤدي الى الاضطرابات ضغوط الحياة القاسية، التي لا يقنع بها شرائح شتى، فالفقير لا يقنع باليسير، وكذلك الغني الذي يريد أكثر ويلهث وراء المزيد، فتجدهم يسيرون في حلقة مفرغة.. هكذا هي حياتهم وغالباً ما تؤدي بهم الى منعطف آخر بعيد, يكون سبباً أساسياً في فقدهم التوازن فتختل خطواتهم ويتخبطون في مسارات صعبة ويحاولون التغلب عليها، في كل جولة تنتصر عليهم، ذلك أنهم لم يقنعوا باليسير والقليل وبكل ما قُدر لهم.!
ولعل افضل علاج لكل تلك الصراعات الإيمان الحقيقي، الرضا بما قسم الله وقدَّر من فقر وغنى.. مرض وصحة، وما هذه إلا محطة عابرة يمتحن الله بها عباده المؤمنين.. ولا ريب أن المؤمن القوي يستطيع أن يجتاز هذه المرحلة العصيبة من حياته، وتحل في نفسه السكينة والهدوء.!
مرفأ:
تتقلَّب الأنفس بين عثرات الحياة وأمواجها، ولا تستقر سفينتها، ولا تهدأ إلا بالرضا بما قُسم لها، عندها تحل الطمأنينة وتقنع باليسير.!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved