الواقع أننا نخوض أشد المعارك هولاً وخطراً في تاريخنا، ومع هذا فإنه ومن خلال السنوات الماضية التي مرت بالأمة الإسلامية فقد ظهرت بعض المواقف التي تتميز بالاعتدال وذلك من خلال اتجاه الغرب الأوروبي إلى الثقافة الإسلامية، فقد رأينا افتتاح المساجد والمراكز الإسلامية والمدارس العربية على الأراضي الأوروبية والغربية بشكل عام وبمباركة من الساسة في تلك الدول التي طالما ماجت بالتناقضات والتقلبات السياسية، فهم من خلال تجاربهم في السنوات الماضية اقتلعوا تلك العصبيات ضد الثقافة الإسلامية ولكن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عادت تلك العصبيات التي ما زالت متأصلة في أذهانهم ولولا جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين وحرصه شخصياً على نشر الإسلام وتعاليمه السمحة واقتلاع التعصب ضد الإسلام وأهله، حيث ساهم - حفظه الله - في نشر الحضارة الإسلامية وإيصال القيم والمبادئ الإسلامية إلى الشعوب الغربية وتم للمسلمين ما أرادوا من نشر وشرح وتوضيح للمفاهيم المغلوطة سابقاً ضد الإسلام وأهله حتى إن الغربيين أنفسهم اقتنعوا بأن الإسلام هو الأكثر فاعلية والأكثر انتشاراً في العالم وأمام الرأي العام وأمام هذا الصدى العالمي للإسلام بدأ المتعصبون للدولة الصهيونية يوجهون شباب الأمة الإسلامية أمام ميدان السياسة الداخلية بدلاً من الإنجازات الخارجية التي تحققت على أيديهم بمباركة من قبل المسؤولين في الدولة - حرسها الله من كل سوء - ولذا فإن هناك محاولات كثيرة في سبيل إجهاض جهود نشر الإسلام وكذا التقليص من نشر المساجد والمراكز الإسلامية والجمعيات الخيرية، ولأجل وقف الزحف الغربي على بلاد الإسلام ليس لنا إلا الاعتصام بالكتاب والسنَّة والرجوع إلى ولي أمر المسلمين الذي وجب علينا السمع والطاعة له وذلك من خلال مشاورة العلماء والاستفادة من آرائهم وتحليلاتهم لأنه بالعقول الإسلامية المستنيرة بالقرآن نستطيع أن نكتسح العالم؛ لأن الخوف الرهيب الذي يعيشه الغربيون من الإسلام هو الدافع الذي يدفعنا إلى اتخاذ قرارات ومواقف تبلور تلك الحضارة الإسلامية التي عاشوها في فترة من الفترات الزاهية في أوروبا.
ولأن تجاربهم مع المسلمين خاصة كلها باءت بالفشل قديماً ولكن لا تدعوا الفرصة الأخيرة لهم بالنجاح، فالمعركة هي إما هزيمة وإما انتصار، وكم ذاقوا من هزيمة تجاه المسلمين لنكن مسلمين كما كان أسلافنا في غابر الأيام ولنتمسك جميعاً ولنكن قوة واحدة نحن المسلمين والعرب خاصة لأن الغرب يردد:
إن العرب هم قوة الإسلام فبتدمير العرب يعتبر تدميراً للإسلام وآيات القرآن وأحاديث السنَّة المباركة شاهدة على الكثير ضد هذا الدين.
|