ازدهرت السياحة بالمملكة العربية السعودية مؤخراً ازدهاراً كبيراً وتخللها مهرجانات جميلة ومؤنسة مما دفع بمواطن هذا البلد الغالي لا يفكر ولا مجرد تفكير بالسياحة الخارجية لما تتمتع به مناطق ومحافظات المملكة بل ومراكزها وقراها من وسائل الجذب والترفيه والمتعة والفائدة إضافة إلى مقومات السياحة المتوفرة والحمد لله.
وأنا بصدد الكلام عن مهرجان بريدة الترويحي لهذا العام تحت شعار (بريدة.. صيف مختلف) وهو يعتبر من أكبر المهرجانات التي أقيمت خلال هذه الإجازة الصيفية ولمدة شهر كامل للمواطنين والمقيمين على حد سواء وحتى الزوار والضيوف.
بداية أشيد بجودة التنظيم الذي يبرهن على دقة العمل وحسن التخطيط من العاملين ويؤكد حرصهم على نجاح المهرجان من أجل حبيبتهم بريدة ومواطنتهم المخلصة.
وفي الحقيقة لم آت مهرجاناً في مثل هذا الجمال والروعة نظراً لما فيه من الفعاليات المثيرة والجيدة التي جذبت مختلف شرائح المجتمع.. واستمتعنا بكل ما أعد وهيِّء في هذا المهرجان فهناك الفعاليات الرياضية المتنوعة في ساحة العقيلات الفريدة التي تحقق رغبات الشباب وهناك الفعاليات العائلية التي ساهمت في إشباع ما تؤمله وترتجيه تلك العوائل من خلال معرض التسوق (أفراح القصيم) وزيارة برج بريدة وكذلك المتحف والساحة الخضراء في أجواء رومانسية جميلة.
إضافة إلى برامج الأطفال الممتعة والألعاب المسلية بفعاليات أكثر حيوية. هذا علاوة على التكريم والوفاء لرجال خدموا المنطقة في كافة الأعمال والإنجازات في سنين مضت والأكثر شوقاً ورؤية تلك المسيرة التراثية التي أعادت مجد الآباء والأجداد إلى عصر الأبناء اليوم عبر قافلة العقيلات التي جابت معظم شوارع وأحياء مدينة بريدة في أول انطلاقة المهرجان وفي آخره انطلاقاً من الموقع الأصلي لنقطة البداية أيام رحلات العقيلات وهي ما تسمى (الجردة) بقلب بريدة حتى ان وصلت بموقع (مناخ العقيلات) الجديد وهو ما يحتضن معظم فعاليات مهرجان بريدة هذا العام وهو تخليد لاسم العقيلات التي كان مركزها وانطلاقتها مدينة بريدة منذ حوالي خمسمائة سنة تقريباً قاصدة بلاد الشام وما جاورها.
وما يمكن لي قوله ان المهرجان بالفعل حقق نجاحاً باهراً وتفوقاً وتميزاً وهو خطوة جميلة لمهرجانات لاحقة أكثر تميزاً وحيوية وشمولية.
حقيقة لم أتوقع ان يكون هذا المهرجان بذلك الشكل الذي شاهدته وشاهده الحضور الكثيف والإقبال الكبير من كافة الشرائح العمرية من مواطنين ومقيمين يومياً الذين يبلغون الآلاف لكل الفعاليات والبرامج.
وما وقفت عليه أيضا سواء في بداية المهرجان أو نهايته يدعو للفخر والاعتزاز بأن هناك رجالاً يعشقون ويحبون مدينتهم الغالية (بريدة).
ولعلي أتقدم بالتهنئة لصاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم رجل المهرجان الأول على هذا النجاح الباهر والتفوق العالي والتهنئة موصولة لكافة العاملين والقائمين على المهرجان وأهالي بريدة على تأليف صيف بريدة بشكل مختلف فعلاً.
|